كيف ستنجح نتائج قمة دول الجوار السودان بقيادة مصر في إنهاء الأزمة؟ (خاص)
أكدت رحمة حسن الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن قمة دول جوار السودان التي عقدت في القاهرة الخميس الماضي نجحت في الخطوة الأولى لها وتجميع دول الجوار الأكثر تأثراً وإلماماً بالأزمة بعيداً عن إملاءات المصالح السياسية والتحيزات المجتزأة.
وأوضحت رحمة حسن أن هذا الأمر ظهر في البيان الختامي التوافقي لقمة دول الجوار السودان برئاسة مصر كمرحلة أولى، على أن تكون الخطوة القادمة هو اجتماع على مستوى وزراء الخارجية ولجنة اتصالية للتواصل بين أطراف الأزمة، وتبعها إعلان القوى السودانية تأييدها للبيان الختامي.
كيف تستكمل مصر نجاح قمة القاهرة؟
وتابعت حسن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، وحتى نستكمل نجاح قمة القاهرة فهناك عدة محددات يجب الوقوف عليها للتعامل مع جذور الأزمة وتطبيقها عند اجتماعات انجامينا وعرضها في القمة المقبلة.
وأوضحت حسن أن من بين تلك المحددات، هي أولها رفض التدخلات الأجنبية أو وجود قوات تسلب الدولة السودانية مؤسساتها، ويليها التعامل مع طرفي الصراع بشكل مختلف.
وقالت الباحثة في المركز المصري إنه يجب التفرقة بين مؤسسات الدولة ووجود جيش وطني موحد ومجلس انتقالي ومؤسسي، وقوات شبه نظامية فقدت مؤسساتها عند إعلان الحرب، وبالتالي إعادة التفاوض بين جيش وطني وجماعة مسلحة وهو ما حدث بالفعل من قبل في اتفاق جوبا واتفاق إثيوبيا حول التيجراي وأنهت به الحرب، وإعلان عملية سلام شاملة.
وأوضحت أن هذا يجب أن يتم بالتوازي مع حل مسارات الشرق وأزمة دارفور والأزمات الجنوبية، وكذلك ضمان توفير المساعدات الإنسانية، هذا بجانب توسيع المشاركة لتضمن توافق القوى المدنية بعيداً عن الاتفاق الإطاري المخترق والسبب الأساسي في الأزمة، ووضع خطوط زمنية لرأب الصراع والوصول لحكومة انتقالية تضمن تحقيق مؤسسية الدولة، وربما هذا ما سنشهده خلال الأيام القادمة في ظل اهتمام القاهرة بالدفع نحو حل شامل متكامل مستدام.