الأمم المتحدة تحدد خمسة عناصر لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة
حددت الأمم المتحدة خمسة عناصر لتسريع الجهود من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وذلك خلال استعراض المجلس الاقتصادي والاجتماعي أحدث تقرير مرحلي له بشأن المكاسب التي تحققت في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19 والدفع نحو أهداف التنمية المستدامة، أولها، العودة إلى المسار الصحيح، ولمساعدة الدول على العودة، بدأت فعاليات المنتدى السياسي رفيع المستوى برعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي وتستمر حتى 20 يوليو، حيث يجمع المنتدى بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة - إلى جانب المجتمع المدني والقادة القطاعات والمبتكرين - لبحث خمسة من أهـداف التنمية المستدامة الـ17، وسيصب عملهم في قمة أهداف التنمية المستدامة المهمة والمقرر عقدها في سبتمبر المقبل.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قالت رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي "لاتشيزارا ستويفا": "التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة خرج عن مساره بمناسبة بلوغ منتصف الطريق، نأمل أن نتمكن من حشد الاهتمام، وتحت شعار تسريع التعافي في فترة ما بعد كوفيد-19، ستعرض 39 دولة قصص النجاح إلى جانب الحواجز التي واجهتها نحو تحقيق الأهداف العالمية، وسيقدم أكثر من 100 وزير إلى جانب المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والمبدعين من جميع أنحاء العالم الدروس المستفادة ومجموعة من الحلول المبتكرة للمساعدة في الوصول إلى خط النهاية.
ويتمثل ثاني العناصر في تكثيف الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والطاقة، إذ لا يزال مليارا شخص على الأقل يعيشون بدون خدمات مياه الشرب المُدارة بأمان؛ ما يشكل تحديًا كبيرًا لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.
وبالمثل، في حين تقلص عدد الأشخاص المحرومين من الكهرباء من 1.2 مليار إلى 733 مليونًا بين عامي 2010 و2020، فإن تقرير تتبع الهدف السابع حذر من أن الجهود الحالية ليست كافية لتحقيقه في الوقت المحدد، ويكمن جزء من المشكلة في التمويل، فلتحقيق هذه الأهداف، سيكون إشراك القطاع الخاص والشركاء الجدد الآخرين عاملًا رئيسيًا لجذب استثمارات جديدة.
ووفقًا للأمم المتحدة، يبدو أن الزمن يتحول بالفعل، حيث بدأ يُنظر إلى الطاقة الخضراء الآن على أنها قطاع للنمو يمكنه خلق فرص العمل وتعزيز الرخاء، ففي عام 2022، تجاوز الاستثمار في الطاقة الخضراء الاستثمار في الوقود الأحفوري لأول مرة.
أما ثالث العناصر اللازمة لتسريع جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة، هو جني الفوائد من الروبوتات إلى المرونة، ففي حين أثرت الجائحة على واحد من بين كل ثلاث وظائف تقريبًا في الصناعة التحويلية، ظلت الاستثمارات في الابتكار مرنة مع نمو ميزانيات البحث والتطوير للشركات والحكومات، وفقًا للأمم المتحدة، وكان رأس المال الاستثماري الأكثر ازدهارًا، الذي كان نشطًا للغاية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإنه خلال المنتدى، ستحتل مسألة الشراكات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار موقع الصدارة، إلى جانب أكثر من 200 حدث جانبي لعرض مجموعة من الحلول الإبداعية للنهوض بأهداف التنمية المستدامة، وتشمل الفعاليات إطلاق موجز للأمم المتحدة حول الطاقة، وخارطة طريق عالمية للانتقال العادل والشامل للطهي النظيف، وحدث يروج لتحالف عالمي لرؤساء البلديات من أجل التعاون الرقمي للاستفادة من التكنولوجيا من أجل التنمية الحضرية المستدامة والشاملة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" إن إقامة المدن الخضراء للجميع، يمثل رابع العناصر لتحقيق التنمية المستدامة، وستكون المدن "ساحات المعركة الحاسمة" على طريق تحقيق خطة عام 2030، إذ تنتج المدن 70 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وتؤوي نصف البشرية، وهي على الخطوط الأمامية حيث تعمل الدول على تخضير المناطق الحضرية.
وفي غضون 30 عامًا، تشير تقديرات أممية إلى أن أكثر من ثلثي الأشخاص سيفضلون العيش في البلدات والمدن الكبيرة بسبب المزايا التي توفرها، تسهم المدن بأكثر من 80 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ولذا تعد المحركات الحيوية للنمو الاقتصادي.
يرمي الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة إلى معالجة القضايا، من خلال جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة بحلول عام 2030، مما يستدعي إيجاد الحلول، ويشمل ذلك استبدال الأحياء الفقيرة والمساكن القديمة بأماكن إقامة لائقة، وإنشاء أنظمة نقل ميسورة التكلفة وموثوقة، وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية وخلق بيئات حضرية ذات مساحات خضراء واسعة متاحة للجميع.
بدورها، قالت رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي"لاتشيزارا ستويفا" إنه لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلا من خلال شراكات قوية، وهو العنصر الخامس في توصيات الأمم المتحدة، لهذا السبب سيستمع المنتدى السياسي رفيع المستوى إلى ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية.
وشددت على أن التمويل هو جزء من التحدي، وقالت: "إننا بحاجة إلى إشراك القطاع الخاص والبحث عن طرق جديدة لتمويل الأهداف، وأن هناك حاجة أيضًا إلى إيجاد شركاء جدد، مشيرة إلى أنه يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورًا مهمًا في توسيع الجهود الجارية.
ويعكس الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة الطبيعة المترابطة لجميع الأهداف، ويدعو أيضًا إلى التعاون والوصول إلى العلوم والتكنولوجيا والابتكار لضمان استفادة جميع الدول من التطورات الجديدة.