"صفحة جديدة في تاريخنا".. وزارة الثقافة تحتفل بثورة تصحيح المسار 30 يونيو
نظم المجلس الأعلى للثقافة ثاني ندوات الاحتفالية بمرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو، تحت عنوان (ثورة يونيو صفحة جديدة في تاريخ المصريين)، وذلك ظهر اليوم الثلاثاء.
فى بداية الندوة، قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء عضو لجنة التاريخ بالمجلس: “إن ثورة يونيو المجيدة تمثل عودة الروح وعودة الوطن مرة أخرى بعد أن كادت قوى الشر ان تصعد به إلى الهاوية، ليتحول البلد صاحب أعظم الحضارات إلى ساحة حرب أهلية لا تنتهى بإشاعة الفوضى ونشر الخوف والهلع فى قلوب المواطنين ونشر فكر الانهزامية لتحقيق مصالحهم الشخصية فى الاستيلاء على الحكم والاستمرار فيه إلى مالا نهاية، وبثورة يونيو عادت مؤسسات الدولة قوية تمارس دورها وأصبحت هناك قبضة حديدية تحمى مكتسبات الثورة”.
وأكد الدكتور أحمد الشربيني، المؤرخ الكبير وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن الإخوان تدربوا على منهج بث الشائعات، هم يستخدموا أبواقا كثيرة لإلهاء البلد وإثارة شائعات حول ما تقدمه الدولة من إنجازات، و"نحتاج مشروعا للتوعية بثورة يونيو، الثورة التي قام بها الشعب وحماها الجيش".
وأضاف أن ثورة ٣٠ يونيه كانت ضرورة حتمية لتصحيح مسار ٢٥ يناير مثلما حدث مع الثورة الفرنسية، في حكم الإخوان كان بلا رؤية ومؤسسة الرئاسة لم يكن لها علاقة بالحكم ولا بعد سياسي ولا فكر ولا استراتيجية وتعمدوا إلهاء المجتمع بالأزمات وعملوا على أخونة أجهزة الدولة.
وتابع: “هم قرأوا التاريخ ولكن بدون وعي وإدارتهم للدولة كانت تؤكد أن هناك ثورة قادمة لا محالة، وفي فترة تولى السيسى نجح فى إقصاء الإخوان ونجح فى مواجهة تحديات كبيرة كالقضاء على الإرهاب وترويض القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية وتهيئة البنية التحتية حتى تحولت مصر لأحد أهم المناطق الجاذبة للاستثمار”.
وقدمت الدكتورة لطيفة سالم المؤرخة الكبيرة وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المتفرغ بكلية الآداب جامعة بنها، جولة تاريخية علمية بداية من العصر العثماني، حيث حدثت ثورة الدفاع عن الوطن ضد العدو الخارجي وكانت أقرب لمشروع نهضوى، حيث سخر محمد علي كل إمكانيات مصر وقام بعمل مشروع إصلاحى، وحارب السخرة، وبدأ الخديوي سعيد في إنصاف الفلاحين وجعل المصريين الذين يصلوا للعسكرية تتم ترقيتهم لرتب، ثم ظهرت أول ثورة دستورية تطالب بالتشريع وأن مصر للمصريين وليست للأجانب بعد أن تهيئ الجو المناسب لها، ولذلك كان المثقفين هم المفصل لتحريك الرأى العام وقامت ثورة ١٩ التي كانت من أهم مميزاتها أن الشباب هم العنصر الأكبر فيها.
وواصلت: “هذه الثورة أنتجت لنا ملكية ومثقفين وفكر مستنير ثم بدأ الإخوان المسلمين والحزب الشيوعى في الظهور، وقبل قيام ثورة يوليو قامت حركات وانتفاضات والعديد من المقالات الصحفية التى مهدت لقيام الثورة التى أطلقوا عليها فى البداية حركة الجيش المباركة، ثم تحولت إلى ثورة وإلى دولة الثورة وجاء عهد عبدالناصر والإصلاح الذي حدث فى عهده، ثم جاء السادات بالانفتاح الذى أغضب الشعب آنذاك ورأسمالية حملت بعض الفساد فقامت انتفاضة”.
واختتمت: “في عهد مبارك أغضب الشعب تزاوج المال مع السلطة والتوريث فقامت ثورة يناير، واستولى الإخوان على الحكم، وفي السنة التي حكمنا فيها الإخوان عرف المصريين أنهم يجب أن يذهبوا بلا رجعة وأنهم لا يستطيعون بناء دولة، من هنا قامت ثورة يونيو وجاءت دولة يونيو التي بدأت تحقق إنجازاتها التى من بينها الآن الحوار الوطنى الذى يحقق آمالنا للمستقبل”.
وأكد الدكتور محمد صابر عرب، المؤرخ الكبير وزير الثقافة المصري الأسبق، أن مثل هذه المناسبة لا بد أن تقام حتى يتذكر الشباب دائما ثورة ٣٠ يونيو، والتي كان لها مقدمات كثيرة.
وقال إنه كان متواجدا أثناء حريق المجمع العلمي على الرصيف المواجه له يجهش بالبكاء، وسألته سيدة “لماذا البكاء وأنتم لم تعلموا أولادنا أهمية هذه الأماكن؟، لو عرفوا أهميته لما أقدموا على حرقه”، متابعا "شعرت أن الجميع لم يقم بدوره".
وأضاف عرب أن الحديث عن ٣٠ يونيو ليس مشهدا واحدا ولا يوما واحدا، ولو لم تتدخل الدولة ممثلة فى جيشها وشرطتها لتحولت مصر إلى اعتصام رابعة في كل المحافظات.
وتابع: "في منتصف حكومة الجنزوري وبعد استقالة شاكر عبد الحميد، تم تكليفه بالوزارة، وقبل انتخابات الإخوان استقال لأن اسمه كان مرشحا في جائزة الدولة التقديرية وكل المؤشرات كانت تقول إن الإخوان قادمون، وفى عهدهم قال له الجنزوري “سوف يقوم الإخوان بعرض الوزارة عليك فلا تعتذر عنها، وبالفعل قبلتها بهدف الحفاظ على هذا الكيان من أيديهم”.