أحمد المفتى لـ"الدستور": قمة دول الجوار بالقاهرة مهمة.. ومصر أكثر الدول فهمًا لأزمة السودان
أكد الخبير والسياسي السوداني البارز الدكتور أحمد المفتي أن مؤتمر دول الجوار، الذي دعت له مصر، مفيد جدا لأن مصر من أكثر الدول فهما للوضع في السودان، وعلاقتها مع السودان مصيرية، لمصلحة الدولتين الشقيقتين.
وأعلنت رئاسة الجمهورية، أمس، عن أن مصر ستستضيف يوم الخميس المقبل مؤتمر قمة دول جوار السودان؛ لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة لتسوية الأزمة بصورة سلمية.
واعتبر المفتي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مصر تحركت متأخرا لكن لاعتبارات مفهومة، مثلما فعلت مع الاتفاق الإطاري السياسي، حيث عقدت ورشة القاهرة مع غير الموقّعين على الاتفاق الإطاري السياسي.
وأضاف: "التحرك المتأخر لمصر كان بسبب وجود آليات دولية، مثل مجلس الأمن الدولي، وإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي، ومصر عضو فيهما، وأكدت ابتداء بتحركهما ثم اقتنعت أخيرا بأن من الأجدى لها أن تتحرك مباشرة بعد تعسر تحرك تلك الآليات".
وقال السياسي البارز إن السودان يحتج على موقف الاتحاد الإفريقي الذي يجمد عضويته، بجانب إشراك كينيا التي تستضيف قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو في نيروبي لتلقي العلاج كما ورد في بعض وسائل الإعلام، لذا الموقف السوداني سيصب في مصلحة التحرك المصري وعم القمة المقرر عقدها يوم الخميس.
مؤهلات نجاح مصر فى حل الأزمة
وأضاف: "بقدر ما كانت دعوة القاهرة شاملة لكل القوى السياسية السودانية بقدر ما تكون فرص نجاح تحرك مصر، لأن الذي أفشل الاتفاق الإطاري هو إقصاؤه بعض القوى السياسية، ولذلك يفيد مصر دعوة الضالعين في الأمر من الدول، مثل السعودية وأمريكا والآليات الإقليمية والدولية الأخرى".
وشدد السياسي السوداني على أن إعطاء مساحة أكبر للمساعدات الإنسانية ورفع المعاناة عن الجماهير وتطبيع الحياة في الخرطوم وإعادة الأعمار وملف التعويضات- يعطي التحرك المصري دعما جماهيريا مقابل التحركات الأخرى التي تعطي الصراع على السلطة الاهتمام الأكبر، ولكن الجماهير تتابع بنفسها وتقيّم التحركات المختلفة التي تقوم بها الدول.
وأشار المفتي إلى أن ذهاب نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، إلى روسيا والسعودية ومصر، والسعي لإعادة العلاقات مع إيران، يؤكد ترحيب الحكومة بأي تحركات جديدة، وتحفظ الحكومة على التحركات السابقة وإن لم تفصح بذلك، مثل اتفاقيات جدة لوقف إطلاق النار المراقب دوليا، فقد فشل بشكل واضح عايشه الشعب السوداني.