الشاعر أحمد المريخى: الكاتب سيد الوكيل وظف ألعاب سردية متعددة فى مجموعة “مثل واحد آخر”
استهل الشاعر أحمد المريخي حديثه عن المجموعة القصصية "مثل واحد آخر"، للقاص سيد الوكيل، قائلا: "من السذاجة أن تسأل كاتب ماذا يشغلك؛ بمعنى فيما يفكر، لكن الضرورة تقتضي أن ندخل القراءة هكذا؛ من سردنا المكتنز، أي ما نختزنه من ثقافة، ومع مواصلة القراءة تتبدد سذاجتنا وتبرز بالنسبة لنا انشغالات الكاتب؛ أسئلته وهمومه وشواغله".
وأضاف "المريخي"، خلال الأمسية التي عقدت في بيت السناري الأثري لمناقشة المجموعة القصصية: "في مجموعة مثل واحد آخر، تتبلور انشغالات الكاتب في اهتمامات وشواغل أبطال قصصه، ولأن المجموعة حافلة بالتجريب تتبدى اهتمامات المبدع بشكل مباشر؛ بمعني أنه يشير إليها صريحة؛ ومنها الأحلام، الموت، الجسد، وكلها ترتبط بشكل أو بآخر بالخلود؛ يتخذ الخلود منحى آخر أو معنى آخر أو صورة تخالف السائد: من يحكي عن موت هؤلاء البسطاء العظماء منا؛ من يقوم بدور عجوز الملاحم. الكاتب هنا يقرر أنه سيقوم بهذا الدور، وفي الوقت نفسه يتركنا لحيرة أخرى؛ من سيروي عنه هو: هل القصص تكتبنا؟".
ولفت "المريخي" إلى أن: "الكاتب سيد الوكيل يوظف ألعاب سردية متعددة أبرزها في قصة "مثل واحد آخر" لعبة الاحتمالات؛ على طريقة التفاضل والتكامل، كما يلعب كراو عليم بقارئه كأنه يعلمه كيف يكتب قصة: (المكان، الزمان، الحدث؛ البداية والنهاية)".
وتابع الشاعر أحمد المريخي حديثه عن مجموعة "مثل واحد آخر": "قسم سيد الوكيل مجموعته القصصية مثل واحد آخر إلى أربعة أقسام؛ الأول تحت عنوان ضفاف الحياة البعيدة، وادرج فيه ست قصص، الثاني همس الأرواح ثلاث قصص، والثالث انفعالات ليست لنتالي ساروت خمس قصص، والأخير حكايات عابرة ثماني قصص".
واستكمل: "الصبي الذي قرأ الشوارع والوجوه"؛ تشير بالنسبة لي أنها مهداة إلى الوجدان والذكريات وروائح السنين؛ وما تفعله الكتابة بنا، فعندما قرأت المجموعة انتباتني حالة من الشجن؛ قلت: كل هذا الأسى الشجن كل هذه المتعة؛ "نحن لا نأبه للجسد لكن الآلام متجسدة"؛ الجسد الكتابة/ الجسد الألم؛ ذاكرة الأشياء/ المعاني/ الروائح/ التفاصيل/ الأغاني/ النسيان/ الملابس، والمتغيرات وتساؤلات عديدة في الزمن؛ الجسد والتاريخ.
وشدد "المريخي" على: "أن الحكاية بسيطة جدا، لكن المتعة الحقيقية في الكيفية التي صاغ بها المؤلف قصته؛ فأنا كقارئ تملكني خوف، وانتابني توتر، ولم يعطلني التفكير في ألعاب السرد التي يمارسها الكاتب من عمليات هدم وبناء، وتركيب وتفكيك".
واختتم: "المتعة ليست قاصرة على قصة مثل واحد آخر، بل تتمدد داخلنا مع قصص المجموعة الحافلة باستراتيجية التركيب والتفكيك".