غدًا.. "كيف نستفيد من مقاصد الهجرة؟" أمسية دينية بإذاعة القرآن الكريم
تقيم إذاعة القرآن الكريم، مساء غدًا الأحد، أمسية دينية، يقدمها الإذاعي فؤاد حسان، بصحبة القارئ الشيخ قطب الطويل، والمتحدث الدكتور أحمد علي سليمان، والمبتهل الشيخ محمد السوهاجي.
وتدور محاضرة الأمسية التي يلقيها الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضو لجنة ضمان جودة الدعوة بوزارة الأوقاف، حول: قراءة جديدة لقضية الهجرة، وفلسفتها ومعانيها ومقاصدها البانية للإنسان والأوطان، وسبق النبي العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) في التفكير الإستراتيجي قبل العالم المتقدم بمئات السنين، وبراعته في إدارة الهجرة والعبور بسفينة الإسلام إلى بر الأمان، باعتبار أن الهجرة كانت تغييرًا في الموقع ولم تكن تغييرًا في الموقف.
ويؤكد الدكتور أحمد علي سليمان، خلال الأمسية، على المعاني العظيمة للهجرة، إذ يقدم خريطة ذهنية لفهم فلسفة الهجرة وأهمية تطبيق مخرجاتها ومعانيها عمليًّا في شتى نواحي الحياة، وإظهار أن الهجرة ليست حدثًا، وقع في زمن معين وانتهى؛ بل إنها تشريع من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته ومن بعده، وتشتد الحاجة إليها أكثر عندما تضيق الحياة وتدلهم الخطوب، حيث قال تعالى (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة: 40).
كما يوضح أن النبي العظيم الذي أسس دستورَ الحضارة الإنسانية، وأطلق من المدينة المنورة النورَ، وسبق العالم في كثير من عظائم الأمور، له منَّا كل حب وتقدير وإجلال وإكبار وتعظيم، ومن ثم يجب علينا جميعا أن نقتفي أثره المبارك الميمون؛ لنسهم في رقي الحياة بالفكر السديد، والعلم النافع، والقيم البانية للإنسان والأوطان وتحقيق التعايش والسلام، والإبداع في صناعة الأمل، وتحقيق الرفاهية للناس وللحياة، بإسهام حضاري متميز، يعبر عن عالمية الرسالة وعالمية الرسول، ويدفع العالم للتعرف على حضارة الرحمة وحضارة الإنسانية التي أسسها رسولنا العظيم عليه الصلاة وأتم التسليم.
بينما يكشف الدكتور أحمد علي سليمان، خلال محاضرته عن سبل الاستفادة من دروس الهجرة وعطاءاتها المتجددة في التخطيط العلمي السليم، وفي التنظيم والتوظيف والاستثمار الأمثل لشتى الموارد البشرية والمادية المتاحة، وبناء العلاقات السليمة التي تضمن ترسيخ الأخوة والتعددية والتسامح والتعايش، وغيرها من المبادئ التي تسهم في تحقيق جودة الحياة واستقرارها وأمنها وسكينتها وتقدمها.