حمامات سباحة ومكتبات وفنون فى "طحانوب".. والأهالى: "حياة كريمة" وضعت أبناءنا على طريق الإبداع والتطور
- إتاحة ورش للأعمال اليدوية والتراثية لتنمية المواهب
- المبادرة تهدف لرفع وعى المواطنين وحثهم للمحافظة على الإنجازات
ساهمت مبادرة «حياة كريمة» فى تغيير الحياة إلى الأفضل بقرية طحانوب التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، بعدما نفذت العديد من المشروعات العملاقة خلال ٣ سنوات فقط، وفى مقدمتها تطوير مركز الشباب بالقرية.
وقبل تلك السنوات، عانت القرية من الإهمال واشتكى أهلها من عدم توفر الخدمات بها وتوقف مشروعات مهمة عن العمل وتهالك المرافق الحيوية وافتقاد أبسط مقومات الحياة.
جاءت «حياة كريمة» لتلبى تلك التطلعات وتستجيب للمطالب والمناشدات ووضعت فى مقدمة عملها الاهتمام بالإنسان وبناء عقله وفكره باعتباره العامل الأول والمؤثر فى عملية التطوير، وأنجزت المبادرة الكثير من الأعمال والإنشاءات فى وقت قياسى، واهتمت بتطوير المدارس وتأهيل الطرق، وكذلك الجانب التثقيفى والفكرى فى بناء عقل الإنسان.
محمود عاطف: وفرت فرصة عظيمة للفتيات لممارسة الرياضة واكتشاف مواهبهن
قال محمود عاطف، مدرب سباحة بمركز شباب القرية، إن المركز كان أرض فضاء للعب كرة القدم فقط، لكن المبادرة الرئاسية أعادت إحياء المركز وجميع الأنشطة به، وحاليًا يضم حمام سباحة مطابقًا للمواصفات، وكذلك ملاهى للأطفال.
وأضاف أن الرياضة كانت تقتصر على الشباب فقط، ولم يكن أمام الفتيات أى فرصة لممارسة الأنشطة، وكانت الأسر تقطع عدة كيلومترات للذهاب إلى الأندية فى المراكز المجاورة.
وأشار إلى أن المركز حاليًا يضم كل الخدمات ويوفر الأطعمة والمشروبات بأنواعها المختلفة، كما يتيح الفرصة لمتابعة المباريات عبر شاشات كبيرة جدًا، متابعًا: «عملية التطوير ساعدت الشباب على ممارسة الرياضة واكتشاف مواهبهم واستغلال وقتهم فيما يفيد نشاطهم البدنى والذهنى والنفسى».
وقال إن مركز الشباب يخصص للسيدات أوقاتًا معينة لممارسة الرياضات المختلفة دون وجود الشباب والرجال، حيث تتم تغطية حمامات السباحة فى الصباح، وهو الوقت الذى تحضر فيه الفتيات والسيدات قبل الزحام.
وأضاف: «فى السابق، كان الأب يصطحب أبناءه لمسافة كبيرة فى المدن والقرى المجاورة لقضاء ساعة أو ساعتين، أما الآن فجميع الخدمات متوافرة داخل مركز الشباب ولا حاجة للذهاب لمسافات بعيدة».
كريم هزاع: فلكلور وأمسيات شعرية بالمدارس ومراكز الشباب وقصور الثقافة
كشف كريم هزاع، أحد سكان القرية، عن أن المبادرة الرئاسية وفرت عددًا من الأنشطة والبرامج الثقافية والترفيهية، لافتًا إلى أنه «تم تنظيم عروض فنية متنوعة من الفلكلور والحفلات الموسيقية والغنائية والأمسيات الشعرية فى عدد من الأماكن كالمدارس ومراكز الشباب وقصور الثقافة».
وأضاف «كما ساهمت المبادرة فى اكتشاف المواهب الفنية من أبناء قرى مركز شبين القناطر، وسمحت لهم بالمشاركة فى تقديم العروض، كما دعمت استقدام القوافل الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، والتى حضر معها عدد من الفرق الشعبية والترفيهية».
وتابع: يتم تقديم فقرات للأطفال كفقرة الأراجوز ومسرح العرائس وأيضًا تعليم فن «الأوريجامى» وهو استخدام الورق والمطويات فى عمل أشكال متنوعة ومنها الطائرات، وهو يُكسب الأطفال مهارات التفكير الإبداعى والابتكار، وأيضًا استخدام الصلصال فى تصميم أشكال متنوعة.
وأشار «هزاع» إلى أن الكبار كان لهم نصيب كبير من اهتمام المبادرة، حيث تمت إتاحة ورش للأعمال اليدوية والتراثية يحاضر فيها مجموعة من المدربين لتعليمهم حرفًا يدوية والتطريز والكروشيه والرسم على الجلود والأخشاب وصناعة السيراميك والفخار والخزف.
وأضاف: «الجميع يعملون ويستمتعون بوقتهم سواء كانوا رجالًا أو نساءً أو أطفالًا، جميعهم احترفوا مهنًا تراثية وصنعوا الكثير من المنتجات».
محمدالريس: تثقيف الشباب وتوسيع مداركهم للحفاظ على المشروعات والمكتسبات
أشار محمد أحمد الريس، موظف بوزارة الثقافة ومسئول مكتبة القرية، إلى أن إنجازات مبادرة «حياة كريمة» لا يمكن إنكارها لأنها اهتمت بكل جوانب الحياة، واستهدفت فى المقام الأول تثقيف المواطنين، ورفع وعيهم وتطوير البنية التحتية فى القرى.
وأوضح «الريس» أن هدف المبادرة الأول هو رفع وعى المواطنين وحثهم للمحافظة على الإنجازات التى تحققت وعدم التعامل معها بسلبية، حتى لا يُهدم ما تم إنجازه من مشاريع عملاقة ومن جهود جبارة على مدار سنوات. وأشار إلى أن المكاتب مفتوحة أمام الجميع خلال فترة الإجازة الصيفية بهدف تثقيفهم وتوسيع مداركهم، لافتًا إلى أنه يتم تنظيم ورش للرسم والخط العربى وتعلم الحساب بطرق مبتكرة تعتمد على إعمال العقل، والاعتماد على المهارات الشخصية فى استنتاج العمليات الحسابية دون الشعور بالملل. وأضاف: «يقضى الكثير من الأطفال والشباب وقتهم فى المكتبة، وهذا أمر جيد جدًا، كما تضم المكتبة أيضًا منطقة ترفيهية تتواجد بها ألعاب لمساعدتهم على تجديد نشاطهم البدنى والعقلى».