الأولى فنى تجارى.. الابنة الطموحة تُحقق الحلم رغم الصعاب: السر فى "عربة الترمس"
لم تستسلم "ندى" للأمر الواقع وأن أسرتها تعيش اليوم بيومه، وأن هناك صعوبة في توفير نفقات الدراسة، ما حال دون التحاقها بالثانوية العامة، رفم تفوقها في الشهادة الإعدادية، وعزمت على المضي خلف حلمها، حتى استطاعت أن تحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية في الدبلوم الفني التجاري.
تفوق من رحم الصعاب
الطالبة ندى عبدالباقي، من مدرسة زينب الكفراوي بمحافظة بورسعيد، تحدثت لـ"الدستور"، عن تفوقها في الدبلوم، رغم ما تعانيه أسرتها من ضيق ذات اليد، مشيرة إلى أنها تعمل في أحد المصانع للإنفاق على نفسها.
وتقول الطالبة: "جاءني خبر حصولي على المركز الأول في الثانوي التجاري على مستوى الجمهورية، بنسبة نجاح 98%، أثناء عملي في أحد المصانع"، لافتة إلى أن أسرتها تُعاني بعض الشيء؛ فوالدها يعمل في بيع "الترمس والبطاطا"، مستخدمًا "عربة" يجوب بها شوارع المدينة الباسلة، بحثًا عن الرزق.
وتلفت إلى أن والدتها تساعد والدها في عمله في تدبير نفقات العيش؛ ببيع "الذرة المشوية"، متابعة: "أحسنوا تربيتها وجعلوا منها طالبة من المتفوقين، ولذلك أنا فخورة بهم. والسر وراء تفوقي هو عربة الترمس".
وتُشير "ندى" إلى أنها تفوقت في الشهادة الإعدادية إلّا أنها لم تتمكن من دخول الثانوية العامة؛ لصعوبة توفير المصاريف اللازمة للدراسة، فقررت دخول الثانوي التجاري، مضيفة: "ولكن كنت واثقة من قدرتي على أن أكون من الأوائل في الثانوي التجاري من أجل الحصول على منحة دراسية لأكمل مسيرتي في التعليم".
الأم تتحدث عن "حلم زرعة العمر"
وتواصل حديثها لـ"الدستور": "عارفة إن ربنا مش هينساني، وهقدر أكمل تعليمي وأحصل على الدكتوراه. وأنا اجتهدت وسهرت الليالي من أجل رد الجميل لأسرتي، ومتأكدة من وقوف ربنا جنبي".
والدة "ندى" تحدثت هي الأخرى عن ابنتها، معبرة عن فرحتها بتفوقها، موضحة أن لديها 4 أولاد، وأن ندى هي الابنة الكبرى التي تعتمد عليها في كل شيء، وأنها استقبلت خبر حصول ابنتها على المركز الأول على الجمهورية بالبكاء والزغاريد في آن واحد؛ لكون "ندى" هي زرعة عمرها.
وتقول والدة "ندى": تقدم لخطبتها كثير من العرسان، ولكن كنّا نرفض لكونها طموحة من الصغر، وترغب في استكمال تعليمها والحصول على شهادة جامعية والماجستير والدكتوراه، والوصول لمرتبة علمية مشرفة.
"صناع الخير" تتكفل بمصاريف تعليم ندى
وناشدت والدة الأولى على مستوى الجمهورية في الفني التجاري، وزارة التعليم العالي أو أي جهة التكفل بابنتها من أجل الوصول إلى حلمها في استكمال دراستها الجامعية؛ نظرًا لظروف الأب المادية والصحية، فهو يبلغ من العمر 74 عامًا وظروفه متعثرة ولا يستطيع تحمل نفقات الدراسة، فمصدر رزقه الوحيد هو عربة يد يبيع عليها "الترمس" و"البطاطا".
واستجابت مؤسسة صناع الخير التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، لمناشدة والدة الطالبة ندى عبدالباقي الأولى على الثانوية التجارية ببورسعيد، وأعلنت التكفل بكل مصاريف التعليم الجامعي ومصاريفها الشخصية طوال فترة الدراسة.