توفر 20 مليار متر مياه.. أبرز المشروعات القومية لسد الفجوة الغذائية
تواجه مصر تحديات كبيرة تتمثل في زيادة الاحتياجات المائية اللازمة لمختلف القطاعات المستفيدة، يقابلها ثبات الموارد المائية المتاحة من مياه النيل وتحلية وتدوير مياه الصرف الزراعي، خاصة مع زيادة عدد السكان والتوسع العمراني والاقتصادي، مما يستلزم توفير موارد إضافية للمياه، وذلك في ظل انخفاض معدلات الأمطار على مصر، مما يزيد من أهمية البحث عن موارد إضافية.
كما تقوم وزارة الموارد المائية والري بتنفيذ خطة مشروعات متكاملة لمواجهة الاحتياجات المائية المتزايدة، منها المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع المتعبة، وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعي من خلال إنشاء أكبر محطة للصرف، وأيضًا تنفيذ المشروع القومي لتحديث نظم الري بالتنقيط والرش بدلاً من الري التقليدي بالغمر، وذلك بهدف ترشيد استهلاك المياه المستخدمة في ري الأراضي والقطاعات الأخرى.
ثبات الحصة المائية من نهر النيل سنوياً
من جانبه أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، أن أهم التحديات المائية التى تواجه مصر تتمثل في ثبات الحصة المائية من نهر النيل منذ بناء السد العالى بـ 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، على الرغم من زيادة عدد السكان المستمرة مما يزيد من الاحتياجات المائية في ظل ثبات الموارد المتاحة، مشيراً إلى أن الدولة تقوم بتنفيذ عدة مشروعات قومية كبرى خلال الفترة الحالية لضمان توفير المياه اللازمة لمختلف قطاعات الدولة، مع ضرورة التوسع فى الزراعة لسد الفجوة الغذائية الحالية.
ضمان وصول المياه فى الوقت المناسب لنهايات الترع
وأوضح أستاذ الموارد المائية لـ"الدستور" أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة كبيرة في تنفيذ المشروعات القومية، خاصة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومنها تدشين المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع المتعبة ، لافتاً إلى أن المشروع القومى لا يستهدف فقط ترشيد وتوفير المياه كما يدعى البعض، ولكن له أهداف متعددة منها ضمان وصول المياه فى الوقت المناسب الى نهايات الترع في التوقيت المناسب لرى المحاصيل الزراعية، إضافة إلى المحافظة على جودة المياه، والحفاظ عليها من التعديات وزيادة التلوث البيئي الناتج عن المخلفات الصلبة والقمامة التى تلقى في المجارى المائية.
إضافة إلى ذلك، أكد شراقى أن الحكومة خلال السنوات الماضية خاصة في عهد الرئيس السيسي، تبنت استراتيجية قومية لتنمية الموارد المائية ومواجهة النقص المائى الذى يصل الى 40 مليار متر مكعب سنويا عن طريق اعادة استخدام المياه أكثر من مرة وإعادة ضخ جزء من المياه الجوفية المتسربة من النيل وقنوات الرى والأراضى الزراعية بعد الرى بالغمر، ومشروعات تحلية المياه وتدوير مياه الصرف الزراعى ، مشيراً إلى أن هذه المشروعات القومية توفر 20 مليار متر مكعب من المياه في مواجهة التحديات المائية الحالية.