فلاديمير نابوكوف.. وتجربة عمله فى الدروس الخصوصية لتوفير دخل ثابت
فلاديمير نابوكوف.. وتجربة عمله في الدروس الخصوصية لتوفير دخل ثابت، يكشف عنها المؤرخ الأدبي دكتور رمسيس عوض، في كتابه والمعنون بــ"فلاديمير نابوكوف .. حياته وأدبه" 1899 ــ 1977.
ويعد فلاديمير نابوكوف، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1977، من أبرز كتاب النثر الروائيين في القرن العشرين، وطافت شهرته الآفاق خاصة روايته "لوليتا". بدأ الكتابة باللغة الروسية، لغة مولده ومسقط رأسه، إلا أنه وبعدما هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدأ الكتابة باللغة الإنجليزية.
كما كتب باللغة الفرنسية ومن مؤلفاته بها كتاب "مودمازيل"، وقورن بالكاتب "جوزيف كونراد" ولكنه لم يعجب بهذه المقارنة أبدًا.
ويذكر دكتور رمسيس عوض في كتابه "فلاديمير نابوكوف .. حياته وأدبه" 1899 ــ 1977. أن نابوكوف عندما تزوج من فيرا كانا يعيشان على دخله من الدروس الخصوصية التي يضيق ذرعًا بها ويتبرم من إعطائها مفضلًا عليها دخله منذ منتصف الثلاثينيات من الجمعيات والمنظمات المختلفة والاشتراك في الندوات الفكرية والثقافية.
ــ فلاديمير نابوكوف .. الدروس الخصوصية منهكة
ويضيف رمسيس: يقول فلاديمير نابوكوف عن تجربته في إعطاء الدروس الخصوصية، إنها منهكة بسبب ما تتطلبه من الانتقال من طرف المدينة إلى طرفها الآخر. وفي بعض أيام الظهيرة كانت عائلات تلاميذه تدعوه لتناول الغداء معها. وكان هذا الغداء دسمًا وشهيًا في بعض الأحيان.
وفي عقد واحد بلغ عدد تلاميذه المنتظمين أربعين تلميذًا تلقوا الدروس على يديه في اللغتين الفرنسية والإنجليزية والتنس إلي جانب المصارعة وعلم العروض أحيانًا.
وذات يوم نظم جوزيف هيسين في منزله الفسيح مصارعة ودية بين بت جورج وفلاديمير نابوكوف ونسي جورج ضعيف النظر أن المباراة ودية فلكم غريمه لكمة جعلت الدم ينزف من فمه، وتصور روايته "الهدية" كثيرًا من التفاصيل عن هذه الدروس التي تقاضي أجره عنها أحيانًا بالدولار.
وتضمن روايته "الملك والملكة والوغد" جانبًا من حياته كمدرس خصوصي. وفي برلين تلقي غلام اسمه "شورا" ذاك الذي ينحدر من عائلة طائلة الثراء على يديه وعلى مدي سنتين ابتداء من عام 1927 دروسًا في التنس والمصارعة واللغة الإنجليزية، الأمر الذي وفر له دخلًا ثابتًا مستقرًا.
وبدأت أحواله المادية تتحسن بشكل واضح عندما أقدمت دار نشر أوليشتن على نشر ترجمة ألمانية لروايتيه الأولى والثانية أتاح له هذا فرصة قضاء إجازة في جبال البيرنيز.
ــ عادات اكتسبها فلاديمير نابوكوف من التدريس
ويلفت دكتور رمسيس عوض إلى أنه اعتاد فلاديمير نابوكوف خلال عمله في الدروس الخصوصية على الاستيقاظ مبكرًا في الساعة 11 صباحًا ليمارس عمله في فترة الظهيرة، ولكن الأمر كان مختلفًا في حالة تلميذه "شورا" الذي كان يذهب إليه بانتظام في السادسة صباحًا ويتناول الإفطار معه ثم يبدأ في إعطائه دروسًا في الرياضة البدنية واللغات. والوحيد الذي تلقي دروسًا في العروض على يديه هذا الرجل ما لبث أن هلك مع زوجته الشاعرة "راسا بلوخ" في أحد معسكرات الاعتقال النازية.