شكر ونفى ولوم: الحقيقة الكاملة لوفاة مدير مدرسة المنيا سليمان عبدالحميد
أزاحت الأيّام القليلة الماضية آخر ما ترسّب في قاع الأخبار المغلوطة التي طيّرها روّاد وسائط التواصل عن أزمة مدير مدرسة المنيا الذي أنهت أزمة قلبية حادة درسه الأخير في الحياة التي رحل عنها وسيرته الحميدة يتداولها الجميع في قريته بعروس الصّعيد.
حالة الجدل حول وفاة معلم المنيا لم تهدأ على وسائط التواصل المختلفة إلا بعد خروج أسرته وأصدقائه وأقاربه ليكشفوا عن حقيقة الرجل الذين كذّبوا كل ما أثير حوله مؤخرًا، ليتتبّع "الدستور" القصّة الكاملة لـ (سليمان محمد عبدالحميد) ذلك الرجل الذي نعاه وشيّعه الجميع إلى مثواه الأخير وشاهد قبره يقول لزوّاره: (هُنا يرقد معلم الأجيال الذي ودّع الدنيا والكل يثني ويشكر جهوده).
• (معلّم المنيا): القصّة وما فيها
تفصيلات وخيوط الحكاية تشير إلى ثاني أيام عيد الأضحى حيث انتشرت صور لمدير مدرسة تقول بيانات بطاقته الشخصية إن اسمه سليمان محمد عبدالحميد مواليد 1968 (55 عامًا) الذي توفى أثناء عمله الثاني حيث يعمل عامل بناء؛ لأن راتبه لا يكفيه وتم توجيه اللوم لوزارة التربية والتعليم على وفاته بسبب مرتبات المعلمين وبدأ رواد السوشيال فى تداول المنشور دون كشف الحقيقة.
بدوى محمد، أحد جيران مدير مدرسة المنيا قال إن المعلم من الرجال الخيّرين فى بلدته وكان يساهم فى بناء مسجد وليس يعمل عامل بناء كما أُطلق على منصات السوشيال ميديا.
أضاف بدوي لـ"الدستور"، أن كل ما تم تداوله غير صحيح على الوسائط المختلفة، فهو رجل معروف بكرم أخلاقه وسيرته الحسنة، وكل ما يقال عن احتياج أسرته غير صحيح، حيث إنه رحل بأزمة قلبية وليس كما أشيع بأن وفاته جاءت أثناء عمله فى البناء كما طيّر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي.
• المهن التعليمية: هذه هى الحقيقة
فى السياق، أعلنت نقابة المهن التعليمية، برئاسة خلف الزناتي، رئيس اتحاد المعلمين العرب، عن حقيقة وفاة مدير مدرسة بالمنيا التى تداولتها صفحات وسائل التواصل وبعض المواقع الإخبارية أنه توفى أثناء عمله الإضافى "عامل بناء"، لعدم قدرته على الإنفاق وأنه يتلقى مساعدات مالية من أشخاص لإعانته على مصاريف أسرته لتخرج النقابة وتنفي هذه المزاعم وأن سليمان محمد عبدالحميد، مدير مدرسة صفط بالشرقية الابتدائية وافته المنية نتيجة أزمة قلبية حادة وليس فى (موقع بناء).
• وفد لمساندة أسرة المعلم الرّاحل
وكلّف نقيب المعلمين بتشكيل وفد من النقابة لمساندة أسرة المعلم فى مصابهم الأليم واستيضاح الحقيقة، وتوجه وفد من النقابة الفرعية للمعلمين بالمنيا، برئاسة حامد الشريف أمين صندوق النقابة العامة، وأمين النقابة الفرعية بالمنيا والدكتور على عبدالسلام مدير عام إدارة المنيا التعليمية ورئيس اللجنة النقابية لمعلمي بندر المنيا وحمادة النقيب، رئيس فرعية المعلمين بملوي، ومؤمن الخطيب رئيس اللجنة النقابية لمعلمي مركز المنيا، ومحمد طه عثمان أمين صندوق لجنة المركز، ومؤمن محمد خلاف أمين لجنة المركز، وإسماعيل عرفات عضو لجنة المركز، لتقديم واجب العزاء لأسرة المعلم نتيجة أزمة قلبية حادة.
• رسائل ابن معلم المنيا: شكر ولوم ونفي
وصرح هيثم سليمان، نجل المعلم الراحل، بأن كل ما يتردد عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام بشأن والده غير صحيح، وأن والده كان يعمل عامل بناء بجانب عمله التربوي مديرًا لمدرسة، نافيًا أن الأسرة طلبت أى مساعدات مادية.
وقال نجل المعلم إن الأسرة تستنكر جميع ما قيل وإن الشائعات أضرّت بأسرته معنويًا وإنهم بفضل الله فى (غير احتياج نهائيًا) لأى مساعدات من أى فرد، مضيفاً أن والده كان أحد التربويين المشهود لهم بالكفاءة والتفانى فى العمل، وأحد القيادات الحزبية بالمنيا لثانى أكبر حزب فى مصر، مناشدًا الجميع عدم الانسياق وراء ما يقال عبر وسائل التواصل، وتقدمت أسرة معلم الأجيال بالشكر لنقابة المعلمين على المساندة والدعم فى وفاة رب الأسرة.