الإمام الشافعي والسلطان حامد.. عودة الأبطال التاريخيين بعد 10 سنوات من الغياب
كانت أكثر المسلسلات التي لاقت إقبالاً من المشاهد المصري والعربي في الموسم الرمضاني السابق هما “رسالة الإمام” و"سره الباتع"، وربما كان ذلك بسبب اتكاء العملين على شخصيات تاريخية أعادت للأذهان أعمال قوية جسدها التلفزيون المصري مثل علي الزيبق وغيرها.
رسالة الإمام
في السيناريو الذي كتبه محمد هشام عبيه واتكئ فيه على شخصية الإمام الشافعي، وهى الشخصية التي لها حضور عظيم في قلب ووعي المشاهد المصري والعربي معًا، وكيف أضاف المسلسل لفهم عقلية هذا العالم الجليل إمام المذهب الشافعي وأحد أعلام علماء الإسلام، وكيف تعرض المسلسل للأحداث السياسية في تلك الفترة وناقش أهم سمات العصر وغيرها.
مسلسل سره الباتع
أما سره الباتع فيدور عبر عصرين، الأول وفيه شخصية حامد الفلاح البسيط الذي يجد نفسه في مواجهة الاحتلال الفرنسي فيقاوم بقوة ويكيل الضربة تلو الاخرى للاحتلال وجنوده.
وعبر عصر آخر يبحث الطفل حامد" والمسمى على اسم مقام السلطان حامد" عن سر المقام، ويكبر وتكبر على لسانه الأسئلة، ويجد اثناء حفره في المقام خطاب به جزء من الحكاية، وفي كل مقام للسلطان يوجد خطاب، وفي ظل بحث إحدى العصابات عن الخطابات يذهب حامد مع رفيقة له لعالم في المخطوطات ويترجم لهم الخطابات ويعرفون حكاية السلطان.
التاريخ والمسلسلات العربية
قابلت عودة المسلسلات التاريخية "الإمام" و"سره الباتع"ترحيبا كبيرا خاصة وأن هذه الموضوعات تناقش سير لأبطال عظام، فالإمام لا يخفى على أحد، والتصدي لسيرته يحتاج لشجاعة كبيرة جدا، وفي سره الباتع فعل المقاومة للمحتل، وعبر اسقاطات كثيرة يشرح المخرج خالد يوسف كيف ان هناك احتلال داخلي يكون أشد تأثيرا، فالحملة وجنودها معروفين تماما، لكن الاحتلال الداخلي احتلال متنكر، تماما كما حدث مع سيرة جماعة الإخوان التي أوردها المسلسل وكشف الكثير من الامور عنها.
خطة المتحدة للمسلسلات التاريخية
أعلن عبد الرحيم كمال أنه بصدد كتابة مسلسل عن "الحشاشين" يقوم ببطولته النجم كريم عبد العزيز، وهو تعاون جديد يجمع بين الشركة المتحدة وعبد الرحيم كمال بعد تعاونهما الأخير في جزيرة غمام الذي رسخ فيه كمال للحب كوسيلة مثلى لطرد الإرهاب والتطرف، والحشاشين أيضًا مسلسل تاريخي يناقش طائفة كبيرة كان لها وجود كبير وتأثير في الدولة الإسلامية.
عودة المسلسلات التاريخية
بالطبع كان عظيمًا تلك العودة المحمودة للاعمال التاريخية المصرية التي استطاعت جذب المشاهد المري والعربي لتسليطها الضوء على شخصيات بحجم الإمام الشافعي، واسقاطاتها على ما حدث في العصر الحاضر ومناقشته برؤية مختلفة كما حدث في سره الباتع، وأنه وبرغم وفاة الرواد حسام الدين مصطفى ويسري الجندي وغيرهم، لكن مصر دولة كبيرة قادرة على ان تصدر أعمال ودراما لا تنافس بواسطة كتاب متميزين ومخرجين كبار.