10 سنوات على 30 يونيو: أسر شهداء يتحدثون لـ"الدستور" عن جرائم "الإرهابية" (صور)
- أهالي بين السريات.. ساطع النعماني بطل وتارنا مع الإخوان لن ننساه
- أهالي المنيل.. فدينا ثورة ٣٠ يونيو بأرواحنا و"الإرهابية" قتلت ولادنا
والدة الشهيد زيزو: السيسي أنقذ مصر في مرحلة صعبة جداً والإخوان قتلوا ابني واصابوا زوجي
مرّت 10 سنوات على واحدة من أعظم الثورات في تاريخ مصر الحديث، وهى ثورة ٣٠ يونيو التي انهت حقبة مليئة بالأحداث الدامية المؤسفة، والاقتصادية الصعبة، طيلة فترة حكم الجماعة الإرهابية، التي قامت ضدها هذه الثورة، بمشاركة جميع طوائف الشعب المصري.
ومثلها مثل جميع الثورات، سقط على إثرها عدد كبير من الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم فداء لوطنهم، وعودة الأمن والأمان والاستقرار له مرة أخري، وفي شهر يوليو 2013 وتحديداً عقب اندلاع ثورة ٣٠ يونيو، اصيبت الجماعة الارهابية بحالة من الجنون الذي جعل قيادتها يقومون بتحريض ميليشياتهم علي الشعب المصري، لإرهابه وافشال ثورته وهو ما ترتب عليه من احداث مؤسفة واشتباكات دموية بين هذه المليشيات وأبناء عدد من المناطق الشعبية، مثل أحداث بين السريات والمنيل وميدان الجيزة، وهي المحاولات التي باءت بالفشل جميعها، بفضل أبطال هذه المناطق الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نجاح هذه الثورة.
في الذكري العاشرة للثورة تحتم علينا أن نرصد حكايات هؤلاء الأبطال الذين استشهدوا برصاص الغدر والإرهاب الإخواني، حيث قمنا بجولة ميدانية في هذه المناطق الشعبية وكانت البداية في منطقة المنيل، التي قام أبنائها بالتصدي لاحدي المسيرات الإرهابية التي كانت ترغب في الوصول إلي ميدان التحرير، للاشتباك مع الثوار وارهابهم.
بالحديث مع صاحب كشك سجائر روضة المنيل يدعي س.م قال: "اتذكر الأحداث وكأنها بالأمس، حيث ما شهدته هذه المنطقة الهادئة من أحداث دموية علي يد الجماعة الارهابية، لم تشهده من قبل، بعدما قامت هذه الجماعة بإحتلال ميدان النهضة، القريب جداً من المنيل، الذي يفصله عنها فقط كوبر الجامعة، وهو ما ترتب عليه مناوشات وتحرش من قبل هذه الجماعة بسكان وأهالي الروضة، من حين لآخر، وفي اليوم المشئوم الذي شهد هذه الأحداث المأساوية، علمنا أن هناك مسيرة ارهابية ترغب في دخول منطقة المنيل، في طريقها إلي ميدان التحرير من أجل ترويع وارهاب ثوار 30 يونيو وعليه قام عدد من الأهالي بتنظيم لجان شعبية أمام بوابات مستشفي قصر العيني، لحماية المنطقة، وعند مرور هذه المسيرة قام المشاركين فيها، بإطلاق النيران بصورة عشوائية علي السكان والمارة وهو الأمر الذي قابله الأهالي بكل عزيمة وإصرار وشجاعة متناهية، نتج عنها استشهاد نحو 12 شخصًا من سكان المنطقة، رحمهم الله جميعاً".
- أسرة الشهيد كرم عطوة
بالحديث مع أسرة الشهيد كرم عطوة أحد شهداء أحداث المنيل، قالوا: "نحتسبه عند الله شهيدًا، ولانملك من الأمر شيء، في النهاية الله يرحمه كان بيدافع عن بيته ومنطقته، ولكنه لم يسلم من غدر رصاص الارهاب، اللي كانوا واقفين فوق مأذنة مسجد صلاح الدين، وبيطلقوا الرصاص علي الأهالي واللي كرم كان واحد منهم، واصيب بعيار ناري، توفي علي أثره، وبقيت لنا ذكراه العطرة، رحمة الله عليه كان محبوب من الجميع في منطقة المنيل القديم، وبعد وفاته بسنوات طويلة، شعرنا اننا سقطنا في طي النسيان، ولكن بنشكركم وبنشكر وسائل الاعلام المحترمة اللي لسه فاكرة شهداء ٣٠ يونيو".
- منطقة بين السريات
بالانتقال إلي منطقة أخري شهدت أول موقعة دموية بين الشعب والجماعة الارهابية، هي منطقة بين السريات، التي تصدي أهلها بكل قوة لارهاب الجماعة التي اعتصمت علي بعد أمتار منها في ميدان النهضة، وحدثت اشتباكات بين الطرفين راح ضحيتها ١٢ فردًا من أهالي المنطقة تحدثنا مع أسر الشهداء هناك عن ما حدث خلال هذه الواقعة الدامية، وكانت البداية في منطقة الدوار، بشارع المرور، تقابلنا مع أسرة الشهيد عبدالعزيز وشهرته (زيزو)، الشاب الذي دفع حياته ثمناً للدفاع عن والده الذي اصابه رصاص الجماعة الارهابية، حيث تجلس والدته امام المنزل، مازالت معالم الحزن والأسي تكسوا وجهها.
بالحديث معها قالت: "حتي وقتنا هذا ورغم مرور عشر سنوات، لحظة وفاة عبدالعزيز واصابة والده علي يد الجماعة الارهابية لم تفارق عيني، حيث انني يومها كنت انتظر امام باب المنزل عودتهم، ولكن سمعنا ان هناك ضرب نار وهجوم من الجماعات الارهابية علي المنطقة، خرجت اطمن علي زوجي وابني، وبعدها شوفتهم داخلين الشارع، بمجرد ما دخلت البيت لقيتهم سقطوا خلفي، زوجي اصيب برصاصة من قناصة الاخوان، وبعدها قام ابني عبدالعزيز بمفاداته ورمي جسمه عليه، فتم اصابته هو الأخر بوابل من الرصاص، توفي علي أثرها وتم علاج زوجي، لكنه توفي بعدها بثلاثة أعوام، سيظل بينا وبين هذه الجماعة الارهابية ثأر ودم لن ننساه مهمها طال الزمن، وهو نفس الأمر الذي وافقها الرأي فيه شقيق عبدالعزيز، الذي لم يتمالك أعصابه، بسبب تذكره لهذا اليوم، مكتفياً بالدعاء لوالده وشقيقه بالمغفرة والرحمة".
وقالت والدة الشهيد عبدالعزيز، ضحية أحداث بين السريات " الرئيس عبدالفتاح السيسي أنقذ مصر من الجماعة الارهابية، في مرحلة صعبة جداً بتاريخها، وقالت ان الاخوان قتلوا أبنها خلال الاحداث بدماء باردة، واصابوا زوجها بطلق ناري ".
- أسرة الشهيد كريم عجيبة
شهيد آخر من شهداء أحداث بين السريات، هو كريم عجيبة الشاب العشريني الذي توفي إثر رصاصة بالرأس، داخل احد العقارات المواجهة لجامعة القاهرة، حاولنا التواصل مع والدته، لكنها مازالت تعاني من ألم فراقه حتى الآن، وحالتها النفسية جعلتها لا تستطيع الحديث مع أي شخص، قمنا بزيارة المنزل في شارع نصار بمنطقة الخارطة، والتي تزينت جميعها بصوره بداية من باب منزله وحتي حوائط الشارع، التي رسم أصدقائه صورتها عليها، تقابلنا مع علي صديق عمره، الذي روي لنا أحداث اليوم العصيب بالكامل.
وقال "فوجئنا وقتها بمشادة كبيرة وقعت بين أهل المنطقة وعناصر من الجماعة الارهابية، الذين كانوا يعتصمون بميدان النهضة، تفاقمت المشادة الي تشابك بالأيدي، ثم اطلاق للنيران من جانبهم، علي الاهالي، علي الفور تجمع السكان وشباب المنطقة، قمنا بمواجهة هذا الهجوم الارهابي الذي ظل متواصل من المغرب حتي العشاء، وقتها فوجئت بخبر وفاة عجيبة، حيث انني كنت متواجد معه في نفس العمارة وقت الهجوم الارهابي، وذهبت له.
لكني فوجئت بإصابته بطلق ناري في الرأس، توفي علي أثره، وأنا أيضاً تلقيت رصاصة ولكني الحمد لله نجيت منها، وعايز اوجه الشكر لضابط الشرطة البطل ساطع النعماني، الذي حضر لنا وقتها ووقف بجانبنا في مواجهة العناصر الارهابية، حتي أصيب في وجهه وأهالي بين السريات عمرنا ما هننسي تضحياته الجليلة دي، وكمان لازم الناس تعرف أن الإرهابيين كانوا يملكون امكانيات مهولة خلال فترة اعتصامهم، وترسانة أسلحة متطورة عمرنا ما شوفناها قبل كده، وكان هناك عناصر أجنبية منضمة لهم، كنا نسمع لغتهم الغريبة خلال الاحداث يتحدثون بها، وكأنه سيم فيما بينهم.
كان واضحًا جداً أن الناس دي دماغها مغسولة بشكل غير طبيعي، يعني ايه اضحي بزوجتي وبولادي في اعتصام ومشاكل ملهاش أول من آخر، الراجل مننا بتكون معاه زوجته وأولاده، بيكون ماشي في الشارع يتجنب أي مشكلة خوفاً عليهم، لكن هؤلاء مكنش عندهم ذرة رجولة عشان يضحوا بيهم بسهولة كده.
