في ذكرى ميلاده| “ممنوع التنحنح”.. قصة الوقوف الأول لـ"العقاد" أمام ميكروفون الإذاعة
تحل اليوم الأربعاء، ذكرى مرور 134 عامًا على ميلاد عملاق الأدب المصري، الكاتب والمفكر عباس محمود العقاد، والذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1889 بمحافظة أسوان، ورغم ظروفه القاسية إلا أنه استطاع أن يتجاوزها ليصير من أعلام الثقافة المصرية.
وعرف عن العقاد أنه “عدو المرأة”، ورغم هذا كان نجما من نجوم الأدب خلال النصف الأول من القرن العشرين.
ذاعت شهرة صالونه الثقافي، وندواته التي واظب “العقاد” علي تنظيمها في منزله أسبوعيًا.
اجتذب صالون العقاد أبرز الأسماء اللامعة في سماء الفكر والفن والأدب المصري، ومن بينهم الفنان “محسن سرحان”، والذي أدلي لمجلة الكواكب الفنية بالكثير من تفاصيل ذكرياته مع “صالون العقاد”.
يقول سرحان: “ كان اليوم الذي ذهبت فيه لمقابلة الأستاذ عباس العقاد هو يوم الجمعة، ويوم الجمعة هو يوم الندوة الأسبوعية التي يعقدها الأستاذ الكبير، وفيها يستقبل قراءه ومحبيه، وتوجه إليه آلاف الأسئلة في مختلف الشئون والعلوم، وطرقت الباب واستقبلني الخادم، وقادني إلي حيث يجلس الأستاذ عباس العقاد، وقد التف حوله لفيف كبير من مختلف الأعمار والثقافات، فمن طالب إلي مدرس، إلي دكتور إلي محام إلي مهندس إلي صحفي”.
وتابع: "استقبلني الأستاذ الكبير بابتسامته المعروفة وعاد إلي جلسته مرة أخري وتابع حديثه الذي كان قد قطعه، وبعد دقائق التفت إلي وقال: أهلا وسهلا بالصحفي الفنان .. أي خدمة؟ فقلت: أريد أن "أدردش" مع سيادتكم عن السينما. فابتسم وقال: هات ما عندك من أسئلة".
ويضيف محسن سرحان: واعتدلت في جلستي ووجهت إلي سيادته السؤال الأول: هل تترددون علي دور السينما؟ فأجاب: الحق أنني اليوم أصبحت قليل التردد علي دور السينما، وقد يرجع ذلك إلي ظروفي الصحية، ولكن يحدث في بعض الأوقات أن أذهب لمشاهدة أحل الأفلام هنا في مصر الجديدة، فمن روتين حياتي اليومية، أن أقضي ساعة في التريض، عصر كل يوم، ويتصادف أثناء تجوالي أن أجد نفسي أمام إحدي دور السينما، فتعود بي الذاكرة إلي السنوات الماضية أيام أن كنت من أكبر هواة الأفلام، فأجدني مدفوعا لدخول السينما.
ــ العقاد يحجز كرسيين متجاورين بالسينما
ويمضي “العقاد” في حديثه مع الفنان محسن سرحان عن السينما لافتا إلي: قديما كانت لي عادة لا أتنازل عنها مطلقا، فقد كنت أحجز كرسيين في كل دار للسينما أسبوعيا، وكنت أحاول أن يكون الكرسيين بعيدين عن تيار الهواء، والحكمة في حجزي الكرسيين أنني لا أحب أن يجلس بجواري أحد أثناء مشاهدتي للفيلم، حتي يمكنني أن أنتبه تماما وأستوعب كل ما يعرضه.
ــ العقاد أمام الميكرفون لأول مرة
وعباس العقاد، نشب بينه وبين المذيع شجار كاد يتطور إلي أزمة بين الكاتب الكبير وبين الإذاعة عندما وقف أمام الميكرفون لأول مرة.
فالعقاد قد اعتاد أن "يتنحنح" ويسعل خلال خطبه أو أحاديثه، ولكن المذيع طلب إليه أن يكف عن "التنحنح" والسعال، واستاء العقاد لهذا، وأوشك أن يتوقف عن تسجيل حديثه لولا أن أسرع أحد الإذاعيين الكبار وكان علي صلة طيبة بالعقاد، وأزال أسباب هذا التوتر بينه وبين المذيع.