الفرحة أولى.. حكم زيارة القبور فى عيد الأضحى المبارك
من العادات الموروثة في المجتمع المصري لا سيما الريف والأقاليم زيارة القبور في العيد، فيحب الأحياء زيارة أحبائهم الراحلين في هذا اليوم لمشاركتهم فرحة العيد ومؤنستهم وحشتهم، لكن من ناحية أخرى يقع الراغبون في زيارة القبور في حيرة من أمرهم، هل يقوموا بذلك إرضاءً لمشاعرهم أو أن تلك الزيارة ليست محببة من الناحية الدينية.
حكم زيارة القبور في عيد الأضحى المبارك
وفي الأيام القليلة الماضية يتساءل الآلاف عبر محرك البحث جوجل عن حكم زيارة القبور في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وللإجابة عن هذا السؤال قال الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن زيارة المقابر أول يوم العيد هو خلاف الأولى، فالأولى أن الناس فى هذا اليوم تكون فى حالة فرح أما لو ذهبوا إلى القبور فلا يكون "حرامًا".
زيارة القبور أول أيام العيد
وأضاف "الورداني" في لقاء له بثته صفحة دار الإفتاء المصرية عبر الفيسبوك على سؤال: “ما حكم الذهاب للقبور فى أول يوم العيد؟”، الأولى أن الناس لا تذهب للمقابر فى هذا اليوم فهو يوم عيد الفرح والأيام كثيرة من الممكن أن نزور فيها الموتى فى أى يوم، ولكن إذا ذهبوا جزءًا من اليوم بأن يُدخلوا السرور على المتوفى فلا بأس، مضيفًا أن زيارة المتوفى فى أول يوم العيد ليست حرامًا، ولكنها ليست هي الأولى والأفضل تركها لأن هذا يوم عيد.
ماهو حكم زيارة القبور؟
قالت دار الإفتاء، إن زيارة القبور سُنَّةٌ في أصلها، مُستحبةٌ للرجال باتفاق كافَّة العلماء، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلا إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاثٍ ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ فَزُورُوهَا ولا تَقُولُوا هُجْرا.. .الحديث»، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ»، ولانتفاع الميت بثواب القراءة والدعاء والصدقة، وأُنْسِه بالزائر، لأن روح الميت لها ارتباطٌ بقبره لا تفارقه أبدًا، ولذلك يعرف مَن يزوره، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ»، كما رغَّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في زيارة القبور بالوعد بالمغفرة والثواب فقال: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ وَكُتِبَ بَرًّا».
حكم زيارة القبور للنساء
وأوضحتِ الدار في فتوى لها، أن زيارةَ القبور مستحبةٌ للنساء عند الأحناف، وجائزةٌ عند الجمهور، ولكن مع الكراهة في زيارة غير قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك لِرِقَّةِ قلوبهنَّ وعدمِ قُدرَتهنَّ على الصبر.
وتابعت دار الإفتاء: ليس للزيارة وقتٌ مُعَيَّن، والأمر في ذلك واسع، إلا أن الله تعالى جعل الأعياد للمسلمين بهجة وفرحة، فلا يُستَحبُّ تجديد الأحزان في مثل هذه الأيام، فإن لم يكن في ذلك تجديدٌ للأحزان فلا بَأْسَ بزيارة الأموات في الأعياد، كما كانوا يُزارُون في حياتهم في الأعياد.