المترجم عاصم عبد ربه: الأدب الفرنسى قاد حركة التطور فى أوروبا
قال المترجم دكتور عاصم عبد ربه، خلال ندوة "الأدب الفرنسي بين الواقعية والرواية المصورية"، والتي عقدت بمكتبة البلد: الترجمة بالنسبة لي هواية قبل أن تكون عملا، كما أنني بعدما أفرغ من ترجمة عمل ما أنسي كل المتاعب التي مررت بها خلال عملي بالترجمة.
وحول تطور الأدب الفرنسي وتأثيره علي الأدب العربي، تابع "عبد ربه" الأدب الفرنسي هو الذي قاد حركة الأدب في العالم، واشتهر الفرنسيون بالرواية أكثر من الفكر والفلسفة كالألمان مثلا.
وأوضح "عبد ربه" أن تأثير الرواية الفرنسية على الأدب العربي، تأثير كبير، ففي القرنين السادس عشر والسابع عشر، كان هناك ما يسمي بالرواية الكلاسيكية، وبرزت أسماء عظيمة في القرن السابع عشر، والذي يسمي بالقرن العظيم، ومن هذه الأسماء البارزة "راسين"، "موليير"، وخلال هذه الفترة كان اهتمام الأدب بالمسرحية أكثر من غيره من الفنون الأدبية.
ولفت "عبد ربه" إلى أن فرنسا قادت الأدب الأوروبي في التطور الثقافي والأدبي خاصة خلال ولاية لويس الرابع عشر. وفي القرن الثامن عشر، الذي يسمي بعصر "العقل والتنوير"، وخلاله اهتم الفلاسفة بالعقل كونه أقصر الطرق وأفضلها للوصول للحقيقة. وخلال هذا العصر أيضا تطور الأدب الفرنسي علي يد المفكرين والفلاسفة، من أمثال جان جاك روسو، الذي كتب العقد الاجتماعي، و"ديدرو"، و"مونتيكسيو" الذي ألف روح القوانين، وبالطبع "فولتير"، والذي كان أشهر كتاب الرواية في القرن الثامن عشر ووضع روايته "كانديد".
وأضاف "عبد ربه" أن فترة القرن الثامن عشر في تاريخ الأدب الفرنسي لا يمكن تحديدها بدقة، وإن كانت قد بدأت مع وفاة لويس الرابع عشر، وانتهت مع انطلاق الثورة الفرنسية عام 1789. وإن كانت عصور الأدب لا يمكن فصلها زمنيا، بل تتداخل مع بعضها البعض، حيث يمكن القون إن الأدب في القرن الثامن عشر هو الذي مهد الطريق إلى الثورة الفرنسية.
وأردف "عبد ربه" في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر الحركة الرومانسية، والتي كانت في جوهرها مناهضة للعقل، كما كانت رد فعل ضد الكلاسيكية وضد عصر العقل. ولقد رفض رواد الحركة أو المدرسة الرومانسية العقلانية المفرطة والشكل الأدبي المتسم بالعقلانية، وابتكر رواد هذه المدرسة صيغا جديدة في التعبير الأدبي.
وأوضح "عبد ربه" أن من رواد المدرسة الرومانسية الأوائل جان جاك روسو، والسبب في اعتباره من الرومانسيين، أنه كان يقدم العاطفة على العقل. كما برزت أسماء أخرى في المدرسة الرومانسية مثل بلزاك، وستناندال.
وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر ظهرت المدرسة الواقعية، التي تهتم بتصوير الأشياء والعلاقات بصورة واضحة كما هي موجودة في العالم الحقيقي بالضبط. وكما كانت الرومانسية رد فعل ضد الكلاسيكية وعصر العقل، جاءت الواقعية كفكرة أدبية انبثقت كرد فعل ضد الرومانسية، ومن أبرز أسماء هذه المدرسة جوستاف فلوبير، الذي كتب رواية هامة جدًا هي مدام بوفاري، ومن شدة واقعية الرواية أن النقاد بعد وفاة فلوبير تمكنوا من الوصول إلى البلدة التي دارت فيها أحداث الرواية من دقة تصوير فلوبير في الرواية.