غضب فلسطينى من قرار الاحتلال بناء مستوطنات جديدة: تدمير لمبدأ حل الدولتين
أقرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، بناء 4560 وحدة استيطانية داخل المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الفلسطينية.
الرقب: سيموتريتش ونتنياهو سيجدان شعبًا صلبًا سيسقط كل مؤامراته
وفي هذا السياق قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن هذا الإجراء والذي رافقه نقل صلاحيات الإقرار ببناء مستوطنات جديدة أو حتى التوسع داخل المستوطنات من وزير حرب حكومة الاحتلال ورئيس وزرائه إلى بتسائيل سموتريتش كمسؤول عن الإدارة المدنية الاسرائيلية في الضفة الغربية، وهذا اليميني المتطرف الذي وعد قبل شهر بمصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء مستوطنات جديدة عليها لمليون مستوطن يهودي جديد، وجد ضالته الآن بعد هذا القرار لتنفيذ مخططه الاستيطاني ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
وأكد الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا القرار من حكومة الاحتلال يعتبر نسفًا لأي أمل للسلام وضربًا للجهود الدولية لعودة عملية السلام من جديد.
وأشار الرقب إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تمارس أي دور ضاغط على الاحتلال الإسرائيلي وتمارس ضغطًا فقط على السلطة الفلسطينية.
وشدد الرقب علي أن سيموتريتش ونتنياهو سيجدان شعبًا صلبًا سيسقط كل مؤامراته، معربًا عن أمله بموقف عربي متقدم للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي للضغط على الاحتلال لوقف بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وأقلها الإعلان بشكل أممي عن مقاطعة منتجات المستوطنات وعدم السماح بدخولها أراضيهم.
واختتم الرقب تصريحاته قائلًا: "ندرك أن العالم ظالم، وندرك أننا أصحاب حق، وحقنا لن يسقط بالمستوطنات ولا بجرائم الاحتلال ضد شعبنا".
الحرازين: من أجل إتاحة فرصة حقيقية لتحقيق السلام وفق مبدأ حل الدولتين لا بد من وقف الاستيطان
وفي السياق ذاته، قال الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح، أن الحكومة الإسرائيلية تحاول فرض أمر واقع جديد على الأرض من خلال زيادة وتيرة الاستيطان بشكل متسارع في حالة تسابق مع الزمن مستغلة هذه الحكومة قدرتها على تمرير ما تشاء من مشاريع القوانين والخطط الاستيطانية وخاصة بعد تولي ومنح سموتريتش صلاحية الإقرار والبناء الاستيطاني بالضفة الغربية وهو من أكبر الدعاة لمواصلة الاستيطان والتهويد ضمن مخطط استهدافي للقضية الفلسطينية ومحاولة قتل فكرة حل الدولتين وتثبيت واقع ديموغرافي جديد على الأرض.
وأضاف الحرازين في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه أمام هذه الحكومة المتطرفة التي أقرت بناء أكثر من أربعة آلاف وحدة استيطانية فى تحد للعالم بأسره ولكافة المنظمات الدولية والقوانين والاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية خاصة ان الاستيطان جريمة مستمرة وشاهد على الإجرام الصهيوني ولذلك طالما لم تجد من يردعها ويحاسبها وفقا للقانون الدولي وأنظمته ستبقى ممعنة فى هذا النهج الذي يستهدف تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي للأرض الفلسطينية.
وأكد الحرازين أنه أمام هذا التحدي الجديد الذى أقرته حكومة الاحتلال ومنح ملف الاستيطان للإرهابي المتطرف سموتريتش وبن غفير لابد من تحرك فاعل وعاجل وليس بيان إدانة فقط من قبل المجتمع الدولي والبدء بمحاسبة دولة الاحتلال على تلك الجرائم التي ارتكبتها ولا زالت ترتكبها.
وتابع الحرازين "وهنا لا بد من تذكير المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بضرورة البدء بالتحقيق واستدعاء قادة الاحتلال للمثول أمام المحكمة وخاصة أن الجرائم شاهدة وحاضرة وموثقة وعلى الأرض وليست بحاجة الى تحقيق".
وأكد الحرازين أنه من أجل إتاحة فرصة حقيقية لتحقيق السلام وفق مبدأ حل الدولتين لابد من وقف هذا الاستيطان غير الشرعي وفتح الآفاق لإطلاق عملية سلام تفضي إلى إنهاء الاحتلال.
عماد عمر: هذه الإجراءات تنسف حل الدولتين وتنهي أي رؤية تتحدث عن حل الدولتين
من جانبه، قال الدكتور عماد عمر الباحث السياسي الفلسطيني، إن إقرار ومصادقة حكومة الاحتلال على خطة توسيع الاستيطان في الضفة الغربية تأتي في إطار الخطوات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية من ضم لأكبر كم ممكن من الأرض الفلسطينية إلى السيادة الإسرائيلية.
وأوضح عمر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الحكومة الإسرائيلية مستمرة بخطواتها الرامية لتوسيع الاستيطان من ثم تنفيذ قرار الضم وفرض السيادة الكاملة على الضفة الغربية، وهذا مخالف للقرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 2334 والخاص بالاستيطان ويمثل انتهاك واضح لكل المواثيق والقرارات الدولية.
وأشار عمر إلى أن هذا الاقرار يكشف بشكل واضح الوجه الحقيقي لحكومة اليمين المتطرف في اسرائيل والتي تقف عائق امام اي جهود تبذل من أجل السلام بل تنسف أي أمل متبقي لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار وتجر المنطقة إلى مزيد من الفوضى والمواجهة الميدانية.
وأكد عمر أن هذه الاجراءات تنسف حل الدولتين وتنهي أي رؤية تتحدث عن حل الدولتين كون الاستيطان يفتت التواصل بين المدن الفلسطينية وإن ما تبقى من الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس لا يصلح من يكون كيان متواصل وهذا تريده إسرائيل بجعل الضفة الغربية أشبه بالكانتونات منفصلة عن بعضها البعض.
وطالب عمر الفصائل الفلسطينية بضرورة استعادة قوة الموقف الفلسطيني من خلال الوحدة الوطنية وبناء استراتيجية وطنية لمواجهة كل قرارات الاحتلال وانتهاكاته اليومية.