فى ذكرى ميلاده.. حكاية تعاقد "سعد عبدالوهاب" على فيلم إسبانى
المطرب سعد عبدالوهاب، الذي تحل اليوم ذكري ميلاده السابعة والتسعون، حيث ولد في مثل هذا اليوم من العام 1926، وهو نجل شقيق موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، في بداية مشواره الفني نصحه الشيخ محمود شلتوت بتقديم الفن الهادف الراقي.
قبل أن يتجه للغناء والتمثيل، عمل سعد عبدالوهاب مذيعًا بالإذاعة المصرية لمدة خمس سنوات، قبلها عمل بشركة السكر في نجع حمادي، حيث إنه كان قد حصل علي بكالوريوس الزراعة.
وخلال عمله في السينما، قام سعد عبدالوهاب ببطولة سبعة أفلام هي: بلدي وخفة، علموني الحب، أماني العمر، العيش والملح، أختي ستيتة، سيبوني أغني، بلد المحبوب.
في ستينيات القرن المنصرم، كان سعد عبدالوهاب قد سافر في رحلة فنية إلي فرنسا، وحول هذه الرحلة، تحدث لـ مجلة "الكواكب"، في عددها المنشور بتاريخ 8 نوفمبر من عام 1960.
ــ سعد عبدالوهاب يهرب من الشائعات
ويستهل "عبدالوهاب" حديثه لـ"الكواكب" حول أسباب سفره، وإن كانت للعمل أو العلاج أو الزواج، وهي الشائعات التي تناثرت حوله عن أسباب سفره لأوروبا، مشيرًا إلي: كان المقصود بالسفر عملًا سينمائيًا في إسبانبا، يعني إنتاج فيلم مشترك مع إسبانيا، ولقد اتفقت هناك علي هذا الإنتاج، وهو في دور التنفيذ فعلًا. ثم وأنا في إسبانيا شعرت ببعض التعب الخفيف، فسافرت إلي لندن فورًا. وفي لندن عرضت نفسي علي بعض الأطباء، فأشاروا علي بإجراء عملية جراحية، بعد أن وجدوا عندي حصوة في الكلي، لكنني خفت من إجراء العملية نظرًا لغربتي في لندن ووجودي هناك وحيدًا بمفردي. المهم أنني كنت "تعبان" من الكلي، والمهم برضه أنني اتصلت هناك ببعض الأطباء العرب واستشرتهم في حالتي، فنصحوني بإجراء العملية.
وأقول لك الحق إنني تلقيت النصيحة هذه المرة باطمئنان، فقد كانت صادرة عن عرب مثلي، ولا يمكن أن تكون نصيحة بالموت. لهذا ذهب الخوف من نفسي فتوكلت علي الله وأجريت العملية. وقضيت عشرين يومًا في المستشفي، وكان قد زارني بعض الأصدقاء من قنصليتنا، والقنصل والمستشار الثقافي.
ــ سعد عبدالوهاب يسجل أغانيه في باريس
ويمضي سعد عبدالوهاب في حديثه عن جولته الأوروبية: وخرجت من المستشفي بعد عشرين يومًا، زرت بعدها مدريد وزيورخ، ثم سافرت إلي باريس. وفي باريس سجلت بعض الأغنيات في أستديوهاتها علي نفقتي الخاصة، وذلك لطبعها فيما بعد علي أسطوانات، ثم زرت كازابلانكا، وأقمت عدة حفلات فيها لمنكوبي "أغادير".
وكان عزائي الوحيد في هذه الغربة أنني ألتهم كل ما يتصل بوطني من خلال الصحف والجرائد. وكانت تصل بانتظام إلي السفارات في مختلف دول أوروبا التي زرتها. وقد لاحظت في أوروبا أن بعض الصحف هناك تهاجم سياسة إسرائيل، وتهاجم النظم القائمة في أوروبا نفسها.
ــ رأي سعد عبدالوهاب في السينما الأوروبية
ويلفت سعد عبدالوهاب إلي أن معداتنا في السينما المصرية هي نفس المعدات التي تستعمل في أستديوهات إسبانيا، أما الاستديوهات نفسها فرائعة جدًا. تصور أنني كنت أسجل بعض الأغنيات ومعي ثمانية عشر شخصًا من الموسيقيين، وكان أمامنا ثمانية ميكرفونات للتسجيل. وفي باريس طريقة جديدة للتسجيل، وهي أن تسجل الموسيقي أولًا، ثم يغني المطرب علي الموسيقي المسجلة، وبعد ذلك تحدث عملية المزج بين الصوت والموسيقي، ثم تنقل الأغنية بموسيقاها علي الأسطوانة، وهذه هي الطريقة السائدة في أوروبا حاليًا، وميزتها توفير الخامات والوقت.