في ذكراها العاشرة.. 30 يونيو ثورة على التطرف والرجعية
شكّلت ثورة 30 يونيو عام 2013، نقطة مفصلية في تاريخ المنطقة العربية، حين أطاح الشعب المصري مدعوما من الجيش، بجحافل الجماعات المتطرفة التي لا تعترف بالدولة الوطنية، ولا تحترم تنوع الشعوب والمجتعات.
وبعد 10 سنوات على ثورة 30 يونيو، دخلت مصر مرحلة الجمهورية الجديدة التي اتخذت من التنمية الشاملة شعارا لها، واستطاعت تحقيق كثير من الأحلام المصرية، وطمأنت الأمة العربية على مستقبلها الذي يخلو من جماعات الإسلام السياسي التي تهدد قيم العيش المشترك، والمواطنة، واحترام الدستور والقانون.
ذكرى عزيزة
الأمين العام للجمعية النرويجية للعدالة والسلام في أوسلو طارق عناني، قال إن ثورة 30 يونيو ذكرى عزيزة على كل محبي السلام ودعاة التعايش السلمي في العالم، لافتا إلى أن جماعات الإسلام السياسي لا تعترف بالتعددية والتنوع.
أضاف عناني لـ"الدستور"، أن واحدة من أصعب الفترات التي مرت على العالم العربي كانت الفترة ما بعد 2011، حيث انتشرت الجماعات المتطرفة في بلدان عربية بعضها سقط في أتون الحرب الأهلية حتى الآن.
تابع في الحالة المصرية، تنبه الشعب سريعا، واستنجد بالجيش الذي لبى نداء المواطنين، وقضى على الأحلام التوسعية لجماعة الإخوان المسلمين، واستطاع إنقاذ المنطقة من الفكر المتطرف، وغياب ثقافة الدولة الوطنية، والجميع يرى أن مصر هي الناجي الوحيد من براثن المخططات الشريرة التي تم إعدادها للمنطقة، وبدايتها كانت في 2011.
واختتم عناني قائلا: اليوم نرى مصر وهي تنطلق نحو الجمهورية الجديدة، سنوات من التنمية ومشاريع على الأرض، ونقل سكان العشوائيات لمناطق آمنة، وشبكة طرق عالمية، وبنية تحتية نراها في أوروبا، ما يعني أن المصريين وبعد هذا الطريق الطويل يذهبون ببلدهم نحو مستقبل أفضل دون النظر للخلف.
مساندة عربية
واتفق معه الحقوق الإماراتي محمد سالم بن ضويعن الكعبي، بقوله: 30 يونيو أنقذت مصر من أيام صعبة، وطريق أصعب، وكان توكيل الشعب للفريق أول عبدالفتاح السيسي في 2013 كلمة السر في نجاح الثورة.
وقال الكعبي لـ"الدستور"، إن الإمارات وقفت إلى جوار الشعب المصري وقواته المسلحة في ذلك الظرف التاريخي الذي كان يهدد كل دول المنطقة بانتشار الإرهاب والسلاح والفكر المتطرف.
وأشار إلى أن أبو ظبي دعمت القاهرة في كل المحافل الدولية والإقليمية، وساندتها كما يليق بالعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، والتي تعود حتى إلى ما قبل إعلان قيام اتحاد الإمارات.
شدد الكعبي على ضرورة طي صفحة الماضي واستكمال مسيرة التنمية المصرية، خصوصا بعد حالة التدهور والانقسام الشديد التي ضربت جماعة الإخوان المسلمين خلال العقد الماضي، وانشغالها بصراعات القادة الكبار على الأموال والمناصب، لافتا إلى أن الشعب المصري والشعوب العربية قد لفظت هذه الجماعة وأفكارها للأبد.
البناء والتنمية
بدوره، قال المحامي والحقوقي أحمد فوقي إن مصر اليوم تختلف كثيرا عن مصر قبل 10 سنوات، فالتنمية التي نراها على الأرض ليست سوى جزء بسيط من قدرات هذا الشعب العملاق الذي رفض الخضوع لهيمنة جماعة لا تعترف إلا بأعضائها أو حلفائها، ونسيت حالة التنوع العجيبة التي تميز المصريين.
وأضاف فوقي الذي يترأس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان في القاهرة، لـ"الدستور"، أن اتحاد الشعب والجيش المصري في وجه قوى الرجعية والتطرف درس بليغ لكل من تسول له نفسه الخروج على القانون، أو يظن أنه أعلى من الدولة المصرية.
ومضى قائلاً: العالم تغير كثيرا، ولا سبيل للنهضة والتقدم إلا بمواصلة العمل، والابتعاد عن الأفكار المتطرفة التي لا تأتي بخير على الإطلاق، مشددا على ضرورة مواجهة الفكر الظلامي بفكر مستنير، ومواصلة البناء والتنمية دون النظر إلى الخلف.