الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا.. "9 سنوات" من بداية تغذية العالم بالطاقة
كشف الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، عن الملامح الأولى لخطة مشروعات الربط الكهربائي الدولي الشبكي بين مصر وأوروبا، والتي شرعت الوزارة في تنفيذها قبل 9 سنوات، وأولتها القيادة السياسية كل الاهتمام، نظرًا لما تهدف إليه من تعزيز تبادل قدرات الشبكة القومية للكهرباء في مصر مع دول الجوار الإقليمي والدولي، على مستوى قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا، وتعزيز دور مصر كمركز إقليمي للطاقة في المنطقة، لا سيما يحتل الربط المصري الأوروبي مزيد من الاهتمام الدولي في ظل ما تشهده الدول الغربية من عجز في توفير الطاقة الناتج عن الأزمة التي أولدتها الحرب الروسية الأوكرانية خلال الفترة الأخيرة.
وأكد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الدولة أولت مشروعات الربط الكهربائي الشبكي بين مصر وأوروبا، اهتماما كبيرا؛ نظرًا لمدى أهمية الربط الشبكي بين مصر وأوروبا عبر اتجاهين، الأول عبر الربط مع إيطاليا، والثاني عبر الربط مع اليونان.
وأضاف وزير الكهرباء والطاقة لـ"الدستور"، أن قطاع الكهرباء المصري قطع أشواطًا جيدة في هذه المشروعات على الاتجاهين.
وقال وزير الكهرباء، إن قطاع الكهرباء المصري يستهدف تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي مع كل الاتجاهات، وأن هناك ثلاثة عروض أيطالية من كبار المستثمرين في روما لتنفيذ ثلاث خطوط ربط كهربائي تبادلي بين مصر وإيطاليا، قدرة كل خط حوالي 3000 ميجاوات، هذا إلى عدد ثلاث عروض يونانية لتنفيذ خطوط ربط كهربائي بقدرة 3000 ميجاوات.
وأكد مصدر بوزراة الكهرباء على الاهتمام الأوروبي بالتعاون مع قطاع الكهربا المصري، والذي أظهره الوفد الإيطالي خلال اللقاء الأخير في القاهرة مع الدكتور محمد شاكر، خاصة وأن الأوروبيين لديهم كل الاهتمام بالحصول على الطاقة المتجددة، خاصة وأن مصر لديها قدرات كبيرة من مصادر الطاقة المتجددة.
ولفت المصدر إلى أن هذا الاهتمام يشير إلى أن ما يعزز دور مصر في المنطقة كمركز إقليمي للطاقة، ويضاعف هذه الاهتمام ما سعت إليه مصر من تحديث لخطتها الاستراتيجية للطاقة بالوصول إلى نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة من مزيج الطاقة إلى 42% بحلول 2035، ولكن مع تحديث الاستراتيجية بات من الممكن بلوغ هذه القدرات بحلول عام 2030، وإلى 60% بحلول 2040.
خطة مشروعات الربط الكهربائي الشبكي بين مصر وأوروبا
مصر وإيطاليا واليونان وقبرص
تسعى الدول الأوروبية إلى تعزيز أمن الطاقة في بلدانها في ظل مخاطر العجز التي تهددها بسبب النقص في إمدادات الغاز الروسية على أثر الحرب مع أوكرانيا، متجهة نحو التعويض ببدائل لتأمين الكهرباء بمشروعات الربط الكهربائي الشبكي الدولي مع دول الجوار على الجانب الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتتصدر مصر المشهد في الخطة الأستراتيجية لربط الشبكة المصرية العربية الإفريقية للكهرباء بشبكة كهرباء أوروبا عبر مشروع الربط بين مصر وقبرص واليونان ومصر وإيطاليا.
مصر وإيطاليا
في الثلث الأخير من فبراير الماضي، وعقب تصاعد أزمة الغاز الأوروبية إلى أعلى مستوياتها، قدمت الحكومة الإيطالية مساعي جادة للتتفاوض مع مصر لتنفيذ مشروع عملاق يتبلور في توقيع مذكرة تفاهم لتنفيذ دراسات مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، لسد العجز في الطاقة التي تشهدها أوروبا بسبب نقص إمدادات الغاز الروسية ما يدفع الأوروبيين للاتجاه إلى بدائل أخرى لتأمين إمدادات الكهرباء، منها التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والربط الكهربائي مع دول أخرى.
ومن المتوقع أن تبلغ حجم القدرات الكهربائية المتبادلة عبر الربط الكهربائي الشبكي بين مصر وإيطاليا بين 2500 و3000 ميجاوات.
مصر وقبرص واليونان
وكانت مصر وقعت وقّعت اليونان ومصر، في أكتوبر 2021، اتفاقًا يمهد لمد كابل تحت سطح البحر ينقل الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة في شمال أفريقيا إلى أوروبا، هو الأول من نوعه في البحر المتوسط.ويعد هذا المشروع تاريخيًا لما لهمن أهمية كبرى لخطة مصر الإستراتيجية من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية وتأمين الطاقة، كما أن المشروع يُعد أحد المشروعات التي تساعد على ربط مصر بالشبكة الكهربائية الأوروبية.
كما وقعت مصر اتفاق تعاون إطاري بشأن الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان عبر جزيرة كريت، لتبادل الطاقة الكهربائية بقدرات تصل إلي 2000 ميجاوات.