طارق فهمي يوضح لـ"الدستور" سيناريوهات التصعيد والتهدئة في السودان
مر على ما يقرب من 60 يومًا على بداية اشتعال الأزمة في السودان، بين الجيش، وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، ولاتزال الأوضاع كما هي، وسط صعوبات في إقرار هدنة طويلة الأجل لوقف إطلاق النار وبدء مفاوضات سياسية بين أطراف الأزمة.
وفي هذا السياق، توقع الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية، أن الأزمة السودانية لن تنتهي قريبا لأن الأزمة تعود للمربع صفر، بعد انتهاء هدنة الـ 48 ساعة، الأمر الذي يشير إلي أن طرفي المعادلة ليس لديهم الإرادة السياسية الحقيقية للتعامل لما يجري، وخاصة عقب فشل الوساطات تباعا وأخرهم قمة الإيجاد.
أسباب عرقلة الحل في السودان
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القضية ليس في الوساطات ولكن هناك من يعرقل الوصول إلى وساطات، ولا توجد آليات وضوابط للتوافقات التي جرت في مدينة جدة، لافتا إلى أن السعودية تضغط ومن ورائها الولايات المتحدة ولكن الأخيرة عجلت وفرضت عقوبات، موضحًا أن السودان عاش سنوات طويلة تحت العقوبات وبالتالي ليس لديه مشكلة أن يبقى في منظومة العقوبات وهذا بالنسبة للطرفين.
وأشار فهمي إلي أن أخر المساعي كانت جمع الطرفين في مفاوضات مباشرة والقفز على ما يجري ولكن الأمر يحتاج إلى مراجعة لجملة من الاعتبارات، الأول أنه لا يوجد أي ارادة سياسية او استراتيجية أو أمنية لجمع طرفي المعادلة والاتفاق على إنهاء الأزمة أو تفكيكها أو الذهاب لمفاوضات.
وأوضح فهمي أن الأمر الثاني، هو أن المفاوضات تفتقد إلى الآليات والضوابط التي يمكن للطرفين العمل عليها وما زال الاعتماد على الهدن الإنسانية ليس أكثر.
وأضاف فهمي أن الأمر الأخير هو غيات القوة الدافعة لهذا، بالرغم أن السعودية لها إمكانيات كبيرة في التعامل مع طرفي المعادلة، لكن الولايات المتحدة لديها مقاربة مخالفة، فهناك داخل الكونجرس ومجلس الشيوخ مراجعات أخرى تتم في سياقات مختلفة، الكونجرس معترض على السياسة الأمريكية، والبيت الأبيض أقر العقوبات، فيما كان هناك تحذيرات في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، من الأمر أن يؤدي إلي مأساة في القرن الإفريقي ودول حوض النيل.
ولفت فهمي إلي أن الأزمة ممتدة ومستمرة لن تتوقف، وستقتصر على الهدن الإنسانية سيغيب موقف دول الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية نتيجة لعدم وجود إرادة لحل المشكلة، وتأكيد أن الإجراءات ستأخذ بعض الوقت الطويل، والطرفين عازفين عن تبني أى مقاربة للتقارب.
وأوضح فهمي أن تحقيق التهدئة يحتاج إلي بعض الأمور، الأمر الأول هدنة إنسانية، هدنة أمنية تكتيكية، ثم هدنة سياسية وبين كل هدنة مفترض وجود مفاوضات تجري بين الأطراف ووجود قوة ضاغطة في اتجاه الطرفين.
أبرز سيناريوهات الأزمة السودانية خلال الفترة المقبلة
وتابع فهمي أننا أمام سيناريوهين، السيناريو الأول، هو الاستمرار وانفتاح المعركة لا حرب، حرب مفتوحة وامتدادها وخيارات صفرية أى عدم التوصل لأى نقاط توافقية بين الطرفين وهو السيناريو المرشح بعض الوقت وسيكون ممتد على المدي المتوسط والطويل.
وأضاف فهمي أن السيناريو الثاني هو أن تحدث هدن إنسانية نتيجة الضغط السعودي، لكن تبقى الأزمة قائمة في ظل غياب دور مجلس الأمن وأيضا المبعوث الأممي، إضافة إلي عجز دول الجوار لاتخاذ أى سيناريو في مجال التهدئة.
واختتم فهمي تصريحاته قائلا "نحن أمام سيناريو مفتوح ومكلف وسيكون له تداعياته وتأثيراته المختلفة علي المدى المتوسط".