ما حكاية "الكازينو" الذي حوله الملك فاروق إلى استراحة على ضفاف النيل؟
بالعودة للتاريخ نكتشف آثار وعلامات هامة توثق حكايات تاريخية قد تعود لأحداث سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، ولكنها لابد وأنها تكشف سرًا قديمًا أو لغزًا مر عليه الزمن.
وفي السطور التالية، نستعرض حكاية "ركن الملك فاروق"، الموجود بمتحف على اسمه بحلوان.
دقت الساعات الأولى في صباح يوم جديد في حياة الملك فاروق أثناء التنزه في شوارع مدينته الأقرب إلى قلبه بمدينة حلوان التي كانت تتميز بجوها الصحي الخالي من التلوث وكذلك عيون المياة الكبريتية التى تنبع من أرضها .
استراحة ملكية
ووفقًا لـ متحف ركن فاروق، وقعت عيني الملك على موقع مميز على الضفة الشرقية للنيل أثار إعجابه الشديد، وذلك المكان الذى كان معروف باسم "كازينو سان جيوفاني" حيث قرر المهندس الإيطالي أرسان جيوفان عام 1916 م إقامه كازينو لتناول الشاي وسط النيل الساحر، وظل الكازينو على وضعه حتى اشتراه محمد بك حافظ عام 1932م.
وحينها قرر الملك عام 1939م شرائه من مالكه "محمد بك حافظ" بمبلغ 2000 جنيه وعَهد الملك فاروق لوزير الأشغال الملكية آنذاك "مصطفى باشا فهمي" لتحويله إلى استراحة ملكية على شكل باخرة ترسو على ضفة النيل وافتتح الملك استراحتة الملكية "ركن فاروق" بحلوان فى ٥ سبتمبر ١٩٤٢ م.
متحف ركن فاروق
هو أحد التحف المعمارية للمباني الملكية، التي شيدها الملك فاروق الأول عام 1942، لتكون استراحة شتوية له، كما يوجد بها مرسى نهري لاستقبال اليخوت والسفن الكبيرة، وحديقة تضم برجولة خشبية وأكثر من 30 نوع من أشجار المانجو النادرة التي جُلبت من ألبانيا لزراعتها بالقصور الملكية.
وبعد ضم هذه الاستراحة إلى قطاع المتاحف، بالمجلس الأعلى للآثار، عام1976، ظل المكان بين الفتح والإغلاق، حتى تم أغلاقه عام 2011، ثم أعيد افتتاحه بعد الانتهاء من مشروع تطويره وترميمه عام 2016.
يضم المتحف عدد من القاعات بالإضافة إلى شرفة كبيرة وجناح للنوم، ويُعرض داخل هذه القاعات مجموعة قيمة من المقتنيات الملكية من أثاث، تحف، تماثيل، ولوحات، بالإضافة إلى عدد من المنقولات الملكية من استراحة الملك فاروق بالهرم، وغيرها من المقتنيات الملكية الثمينة.