مصر تشارك في بينالي الحرف الفنية والإبداع المعاصر "ريفيلاسيون" في باريس
تشارك مصر للمرة الأولى في بينالي الحرف الفنية والإبداع المعاصر (ريفيلاسيون- Révélations) في العاصمة الفرنسية باريس، وهو من أرقى المعارض الفرنسية التي تهدف إلى الاحتفاء بالحرف الفنية المعاصرة والفاخرة من جميع أنحاء العالم، وتهتم بأصحاب الحرف اليدوية والمصممين المبدعين الذين ينتجون أعمالا فنية بإتقان وتميز.
وتشارك مصر في النسخة السادسة من المعرض بأربعة تصميمات فنية يدوية فاخرة لسبع مصممين لديهم من الشغف والموهبة الكبيرة في التصميم، ويتمتعون بخبرة طويلة تمتد لأكثر من 20 عاما في مجال الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي والخارجي، وهي مشاركة ثمار مجهودات سفارة مصر بباريس ومكتب التمثيل التجاري المصري بالتعاون مع الجهات الرسمية الفرنسية المنظمة للمعرض "ريفيلاسيون".
وشهد المعرض حضور السفير علاء يوسف سفير جمهورية مصر العربية بباريس ومندوبها الدائم لدى منظمة (اليونسكو)، الذي أشاد بهذه المشاركة المصرية الرائعة وهذا المستوى العالي من التصميمات الفنية المعروضة، والتي ترتقي لأن تكون أعمالا فنية فاخرة تليق باسم مصر، مثمنا جهود المصممين المبدعين المشاركين في هذا المعرض المتميز في فرنسا.
وقالت المصممة باسنت نصير استشاري تطوير وتنمية حرف تقليدية وهي المنسقة بين المشاركين المصريين والمنسق العام للمعرض- في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس- "سعيدة للغاية بوجود تمثيل لمصر في هذا المعرض، والذي يعد فرصة لتمثيل قيمنا وما نتميز به من جمال واستثناء وإتقان، وعرض هذا في قالب حقيقي ليس به أي تصنع يؤكد المستوى العالي للتصميم المصري، وموقع مصر المتميز بين الدول المشاركة في المعرض".
وأضافت "نقدم نهجا مصريا أصيلا ومبدعا من خلال منتجاتنا وتصميماتنا الرائعة التي تحمل الطابع المصري الأصيل، ولكن بشكل مبتكر ومستحدث يتماشى مع العصر".
كما أكدت باسنت نصير وهي أيضا نائب رئيس منطقة "إفريقيا" بمجلس الحرف العالمي، أن تمثيل مصر مسؤولية كبيرة للغاية ويجب على كل شخص أن يدرك مدى المسؤولية التي تقع على عاتقه؛ ليظهر ما لديه بهذا الشكل الذي يليق بمصر والتمثيل الذي يجب أن يكون مشرفا.
وأشارت إلى أنه كان يجب اختيار من يستطيع القدوم إلى هنا وما هي التصميمات المعروضة بعناية شديدة، والتي تتماشى مع الفكرة الأساسية للمعرض، وهي عرض الطابع المصري الأصيل ولكن بشكل مبتكر ومبدع، مع إدارة ممنهجة محترفة حتى نستطيع أن يظهر بهذا الشكل الرائع وينجح نجاحا باهرا.
ولفتت إلى أن المعرض يقام كل عامين ويعنى بالحرف المعاصرة المبتكرة ذات مستوى عالٍ وبإمكانيات دقيقة تحتاج مهارات عالية، وبالتالي التصميمات المعروضة تكاد تكون عملا فنيًا أو ترتقي إلى مستوى الأعمال الفنية، ونحن ندرك مستوى المعرض الذي شاركنا فيه".
وأوضحت أن مصر تشارك بأربع تصميمات مبتكرة تمثل مساهمة سبع مصممين مشتركين في المعرض على نفقاتهم الخاصة، وتحت مظلة المجلس التصديري للصناعات والحرف اليدوية ومظلة جهاز تنمية المشروعات الصغيرة و المتوسطة و متناهية الصغرالتابع لمجلس الوزراء المصري.
التصميم الأول "Yamiya" مشاركة بين المصممين كريم الحيوان ونهال لهيطة وهو عبارة عن قطعة خيامية بمساعدة أكثر من حرفي خيامية مصري، وبعنوان "القمح الليلة" وهي قطعة مصرية أصيلة، حيث تمثل أهمية القمح والعيش خصوصا بالنسبة لمصر.
والعمل الثاني، مثلما أوضحت المصممة بسنت، بمشاركة هشام العيسوي ومها رجب اسمه "Pylon"، وهو عبارة عن كرسي مصنوع من ورق البردي الخالص، مستوحى من الحضارة المصرية القديمة ولكن بشكل مبتكر، أي استخدام ورق البردي في تصنيع وانتاج كرسي.
أما القطعة الثالثة للمصممة باكينام مصطفى وهي "شجرة اللوتس من الزجاج والمعدن" وهي عبارة عن تركيب كبير من الزجاج والمعدن، الذي أعيد تدويره بالكامل على شكل زهرة اللوتس، عنصر مصري أصيل، وكل الخامات المستخدمة أعيد تدويرها، وبالتالي هي خامات مستدامة وصديقة للبيئة.
والمنتج الرابع للمصممين دينا شكري ومحمود عبد ربه، التصميم مستوحي من مسند الرأس عند المصريين القدماء (الآخت) مصنوع من قماش الكتان ومن خشب السرسوع المشهور في مصر، والكرسي بشكله المبتكر متعدد الاستخدام ومستوحى من التصميمات المصرية القديمة.
وتابعت باسنت: "الفكرة الأساسية التي تدور حولها التصميمات هي أن نحذو حذو أجدادنا المصريين القدماء الذين لم يضروا البيئة قط بل أحسنوا استخدام مواردنا وقاموا بتصميمات مبدعة وتفوقوا فيها.. لذلك قمنا باختيار هذه القطع المعروضة بعناية شديدة بالتنسيق بيني وبين المنسق العام للمعرض من الجانب الفرنسي".
وقالت: "نريد أن نقول إننا نسير بنفس خطى أجدادنا المصريين القدماء وبشكل مبدع، نسير بنفس المنهجية ونعرض حرفا وتصميمات من الحضارة المصرية القديمة الأصيلة مثل الخيامية والزجاج المعاد تدويره، بما لا يضر البيئة، ونحاول أن نبتكر ونستخدم هذا النموذج بشكل مختلف"، مثل ورق البردي أول مرة يتم استخدامه بهذا الشكل ويصبح كرسيًا".
وعن مشاركة مصر في المعرض، والتي تأتي بعد عشر سنوات.. قالت بسنت نصير: "واجهنا تحديات صعبة، ففي العام الماضي تم دعوتي كمحاضرة في المعرض مع عدم وجود تمثيل لمصر بالرغم من أن ضيف الشرف للمعرض وقتها كانت إفريقيا، وهو أمر أحزنني بشدة، لذلك حاولت التواصل مع السفارة المصرية في باريس، والتي استجابت بصورة إيجابية وسريعة، وممتنة لدور ومجهودات السفيرعلاء يوسف ودعمه وحرصه على مشاركة مصر، وممتنة أيضا لمكتب التمثيل التجاري المصري في فرنسا، والدعم الذي تم تقديمه ومجهوداته، والشكر لكل المصممين الذين تحمسوا للفكرة واستطعنا عمل شيء على نفقاتنا الخاصة بمساعدة إدارية وتسهيل اجراءات إدارية من قبل المجلس التصديري وجهاز تنمية المشروعات والذي قام بدفع 50% من قيمة الشحن للاشتراك في المعرض".
وختمت باسنت نصير كلامها قائلة: "سعيدة بالتفاعل الكبير من جانب الزوار، وهو ما يؤكد "وجود مصر هنا"، متمنية أن يستمر هذا الأداء وعرض التصميمات المبدعة، وأن تكون هناك مشاركة في معارض أخرى لأن النجاح بالنسبة لها هو "الاستمرار في الاداء وفي التفوق".