بالتزامن مع يوم البيئة| هجوم قناديل البحر.. كيف يؤثر على البيئة البحرية؟
بالتزامن مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي الذي يحل يوم 5 يونيو من كل عام، رصدت الدراسات والشواهد تزايد أعداد قناديل البحر التي انتشرت على عدد من البحار والشواطئ.
في "الدستور" نرصد أسباب تلك الزيادة وأضرار هذا الكائن البحري في حال ارتفع تواجده في البيئة عن معدله الطبيعي.
خبير علوم البحار: اختفاء الأعداء الطبيعية السبب
الدكتور محمود عبد الراضي، أستاذ البيئة البحرية المتفرغ بمعهد علوم البحار أكد في حديثه "للدستور" أن السبب وراء ارتفاع أعداد قناديل البحر هو اختفاء الأعداء الطبيعية لها، وهي الأسماك التي تعتبر هذه القناديل وجبتها الشهية في مرحلة اليرقات غالبًا.
وأشار إلى أن نضوج هذه القناديل هو مؤشر قوي على قلة أعداد الأسماك سواء كانت الاقتصادية أو غيرها، كما أكد أن انتشار تلك القناديل بأي منطقة يعني وجود خلل في التوازن البيئي بتلك المنطقة.
كما أوضح خبير علوم البحار أن انتشار قنديل البحر في البحر الأسود على الشواطئ التركية يعني تهديدًا لأسماك الحفش الشهيرة التي يستخرج منها الكافيار، وهو ما يهدد صناعة وتجارة كبيرة ولها سوقها.
و قنديل البحر هو حيوان بحري من الرخويات يصنف في شعبة اللاسعات، وله شكل شفاف، كما يتميز بأن له لوامس.
ويعتبر القنديل في تكوينه بسيط غير معقد فهو لا يحتوي على رأس أو جهاز هضمي طبيعي أو معدة، كما أن 95 % من وزنه هو ماء.
وقنديل البحر كذلك يتميز بأن فتحه فمه بالوسط ولوامسه تساعده في التنقل مسافات بعيدة داخل تيار الماء.
خبير بيئي:الصيد الجائر للسلاحف أحد الأسباب
من ناحيته قال الخبير البيئي أحمد همام، إن بين أبرز أسباب قنديل البحر هو الصيد الجائر للسلاحف، التي تتغذى هي الأخرى على القناديل، كما تابع أن زيادة نسبة التلوث في المياه، وكذلك زيادة تلوث الشواطئ بالأكياس البلاستيكية أدى إلى قتل السلاحف من خلال خداعها إذ أن تلك السلاحف تظن أن الأكياس هي القناديل وتبتلعها، وهو ما يؤدي بالنهاية إلى انسداد أنبوب السلاحف الهضمي وموتها وبالتالي تزايد أعداد تلك القناديل.
كما أكد الخبير البيئى أن قناديل البحر تزداد في فصل الصيف لتزايد الغذاء الخاص بها وهي بعض اليرقات، وكلما ارتفعت درات الحرارة يزداد انتشار هذه القناديل.
ويعتبر قنديل البحر واحدًا من أقدم الحيوانات الموجودة على الأرض فهو يوجد منذ أكثر من 500 مليون سنة، وربما 700 مليون سنة، ما يجعلها من أقدم الكائنات الحيوانية.
كما يُستخدم علماء الحفاظ على البيئة قنديل البحر باعتباره مقياسًا للبحار، وذلك لحساسيته الكبيرة والملحوظة للتغيرات في درجات الحرارة
أضرار قناديل البحر
والانتشار الكبير لقناديل البحر يثير قلق كل من المواطنين والصيادين إذ أنه يتسبب في لدغات خطيرة يصل بعضها إلى حروق من الدرجة الأولى، بعد أن تحقن أجسامهم بالسم الناتج عن لدغة هذه القناديل.
وتظهر آثار هذه اللدغات في شكل تورم في المنطقة التي تم لدغها، وصداع شديد بالرأس، وزيادة في ضربات القلب.
أما بالنسبة للصيادين يؤدي ظهور القناديل إلى عرقلة عمليات الصيد بالشباك، لأن الأسماك تمتنع عن الاقتراب إلى الشباك التي تعلق فيها القناديل مما يؤثر على الناتج الذي يستخرجه الصياد من البحر.
الوضع في مصر
وفي مصر تنتشر بعض قناديل البحر في عدة مناطق بالساحل الشمالي منها منطقة العلمين والحمام، أما عن خطورتها أكد الخبراء أن جميع القناديل الموجودة بمصر هي قناديل غير سامة.