كيف كشفت الوشوم عن أسرار مصر القديمة؟
استخدم البشر الحبر منذ 5200 عام على الأقل، واعتمدت بعض الحضارات على الرسم على الجسد فيما يعرف اليوم بالوشم، لتصبح بعضها أكثر أهمية، فمن الرموز الدينية وحتى الزخارف المعقدة تحمل هذه الرسومات أسرار أكبر وأعظم الحضارات في العالم وعلى رأسها حضارة مصر القديمة.
وبحسب شبكة "ناشونال جيوجرافيك" الأمريكية، فإنه تم استخدام كلمة وشم في اللغة الإنجليزية أولاً بفضل الكابتن جيمس كوك، الذي لاحظ هذه الممارسة، والكلمة التاهيتية "تاتاو" التي ذكرت، في بولينيزيا في القرن الثامن عشر، لكن العلماء يتفقون على أن هذه الممارسة تسبق الكلمة نفسها بكثير - ويثبت جلد المومياوات القديمة وجهة نظرهم.
الوشم في مصر القديمة
وأوضحت الشبكة أن أقرب دليل على الوشم يأتي من المومياوات التي يعتقد أنها ماتت بين عامي 3351 و3017 قبل الميلاد في مصر القديمة، حيث تم اكتشاف المومياوات في عام 1900، وعُثر على الوشم الغامض في عام 2018، عندما أعاد الباحثون فحصها باستخدام التصوير بالأشعة تحت الحمراء ووجدوا أن ما بدا وكأنه تلطيخ على الجلد كان في الواقع فن الرسم على الجسد.
وتابعت أن الرسومات على المومياوات الفرعونية كانت أقدم دليل على فنون الرسم على الجسد في مصر القديمة، حيث تنوعت الرسومات ما بين ثور بري وخروف على ذراع الذكر، ورموز تشبه الحرف "S" وربما عصا على ذراع الأنثى وكتفها.
وأضافت الشبكة أن الصور، التي تعكس الزخارف الموجودة في الفن المصري القديم الآخر، هى أول دليل على الوشم في إفريقيا، وعلى الرغم من أنه لا يمكن للباحثين إلا التكهن بما يعنيه الوشم لحامله، إلا أنه يمكن أن يكون رمزًا للمكانة أو دليلًا على مهارات مثل الشجاعة أو معرفة العبادة أو الممارسات الدينية الغريبة، وتشير الفروق بين وشم المومياوات من الذكور والإناث إلى نوع الجنس أو النظام الاجتماعي.
وتابعت أن الأوشام الأخرى التي تعود إلى فترات لاحقة تشير إلى أن الوشم قد استخدم في النهاية كرموز عبادة في مصر القديمة، وفي إحدى الحالات، اكتشف علماء الآثار أكثر من 30 صورة مرئية ومتنوعة، من أزهار اللوتس إلى عين حورس، على جلد مومياوات عثر عليها في وادي الملوك، حيث يُعتقد أنها عاشت في فترة الرعامسة من 1292 إلى 1189 قبل الميلاد، ويعتقد الباحثون أن وشمها يظهر أنها كانت كاهنة أو ساحرة لها صلة خاصة بإلهة السماء القديمة حتحور.