.
في ذكري ثورة 30 يونيو.. باحث يكشف كيف كسب الإخوان مصر ثم خسروها
مع اقتراب الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو، تتأجج مشاعر الفخر لدى المصريين؛ باستحضارهم لحدث أنهى حقبة تلونت بلون الدم بعد نزول الملايين منهم إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بإسقاط حكم تنظيم الإخوان وحماية كيان الدولة من الانهيار، والتخلص من محاولات تقسيم المجتمع أو إرهابه بجماعات العنف والتطرف، لتؤكد أن إرادة الشعب كانت ولا تزال نموذجًا يحتذى به في العالم.
وترصد "الدستور" في السطور التالية كتابًا بعنوان "الخريف العربي: كيف كسب الإخوان المسلمون مصر ثم خسروها"، سلط فيه كاتبه إريك تريجر، الباحث لدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الضوء على أسباب صعود الإخوان إلى السلطة في مصر وأسباب سقوطها بشكل سريع في ثورة يوليو 2013، كاشفًا أجندة الجماعة وهدفها في نشر الفكر المتطرف عالميًا.
ويتناول الكتاب الذي صدر في سبتمبر ٢٠١٦ عملية صنع القرارات لدى جماعة الإخوان خلال الفترة ما بين عامي ٢٠١١ و ٢٠١٣، ويكشف عن كيفية استغلال الجماعة لانتفاضة ٢٠١١ من أجل الوصول إلى السلطة وتنفيذ حملة شرسة للفوز بأغلبية المقاعد في البرلمان المصري خلال انتخابات ٢٠١١-٢٠١٢، وتقديم مرشح رئاسي بالمخالفة لوعدها السابق بعدم القيام بذلك، راصدًا بذلك المظاهر التي تشير إلى أن أعضاء هذا المجلس كانوا برلمانيون بلا سلطة.
وأكد الكاتب الذي كان يتابع باستمرار المسار السياسي في مصر خلال هذه الفترة غير المسبوقة واعتمد في كتابه على مقابلات مع عشرات من قادة وأعضاء في جماعة الإخوان قبل وبعد الثورة، أن الفترة القصيرة للجماعة في السلطة أظهرت أنها لم تكن لديها هدف محدد سوى الاستحواذ على السلطة، وأنها افتقرت لرؤية شاملة في ما يخص "تطبيق الشريعة في السياسة"، فضلا عن عدم امتلاكها الكفاءة السياسية لحكم البلاد.
وشدد على أن الإخوان لم تكن لديهم رؤية سياسية حقيقية سوى ملء الحكومة المصرية بمسؤولين من الجماعة أو ممن يفكرون مثلهم، مشيراً إلى فشل "مشروع النهضة" الذي دفعت به حكومة مرسي في تحقيق هدفه بخفض التضخم ودعم محدودي الدخل ومضاعفة عدد العائلات التي تحصل على ضمان اجتماعي، كما أشار إلى سعي مرسي لقمع الصحافة والمعارضة وتحصين قراراته من سلطة القضاء، بدفعه بدستور صاغه نواب من الإخوان.
وأشار إلى أن استحواذ مرسي بشكل متعاقب على السلطات في الدولة حفّز ضده حركة معارضة ضخمة، أدت إلى خروج الملايين من المصريين إلى الشوارع للمطالبة برحيله عن السلطة، موضحاً أن الخصائص التنظيمية التي ساعدت الإخوان على الفوز بالسلطة هي ذاتها التي أسهمت في سقوطها السريع.
ويشرح الكتاب كيف عملت الجماعة بشكل مكثف لضم أعضاء جدد إليها وتعزيز سلسلتها القيادية المنتشرة في أنحاء البلاد، مؤكداً أن قدرتها الكبيرة في تعبئة الحشود هي التي ساعدتها في الفوز بالانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد سقوط حكم مبارك.
الكاتب يرى أن حسابات الإخوان كانت خاطئة بدرجة كبيرة، حيث بالغت الجماعة في تقييم قدراتها، وقللت من قدرة الشعب المصري لإسقاطها، مما أدى بها إلى المصير الذي تواجهه الآن. وأوضح الكاتب أن استخدام عناصر الجماعة للعنف كان الدافع الرئيسي وراء إقدام الجيش المصري على التحرك في 3 يوليو 2013.
وتطرق "تريجر" إلى سرد تاريخ تأسيس جماعة الإخوان في عام 1928 في الإسماعيلية على يد حسن البنا، وعن ملامح عملية تجنيد عناصرها.
وكشف الكتاب عن مساوئ الثقافة التنظيمية الهرمية داخل جماعة الإخوان المسلمين، التي لا تستوعب المعارضين وتنظر إلى النقاد باعتبارهم أعداء للإسلام. وهذا ما أدى إلى تنفير الكثير من المصريين، بما في ذلك العديد من مؤسسات الدولة في مصر.