بعد ترشح جهاد أزعور.. إلى أين تتجه معركة الرئاسة فى لبنان؟
بدأت تشتد المنافسة حول اختيار رئيس لبنان، بعدما وافقت عدة كتل نيابية ونواب مستقلون على ترشيح الوزير الأسبق جهاد أزعور لانتخابات رئاسة الجمهورية خلفًا لمرشحهم السابق النائب ميشال معوض، الذي أعلن اليوم الأحد سحب ترشحه من الانتخابات، والتيار الوطني الحر، بينما تدعم جهات أخرى المرشح سليمان فرنجيه.
وكان أعلن حزبا القوات اللبنانية والكتائب وكتل برلمانية ونواب مستقلون، اليوم، عن ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية اللبنانية.
وفي ختام لقاء جمع ممثلين عن القوى المسيحية، أعلن المرشح للرئاسة اللبنانية ميشال معوض انسحابه لصالح أزعور.
كما أكد المجتمعون على توافقهم مع التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل على ترشيح أزعور، مشيرين إلى أنه شخصية "وسطية غير استفزازية".
من هو جهاد أزعور؟
الدكتور جهاد أزعور هو مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، حيث يشرف على عمل الصندوق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز.
وقد شغل الدكتور "أزعور" منصب وزير المال اللبناني من عام 2005 وحتى 2008، وهي الفترة التي قام خلالها بتنسيق تنفيذ مبادرات مهمة للإصلاح، منها تحديث النظم الضريبية والجمركية اللبنانية.
وفي الفترة السابقة على عمله وزيرًا للمال ثم الفترة اللاحقة لها، تولى عدة مناصب في القطاع الخاص، منها عمله في شركة ماكينزي وبوز آند كومباني، حيث كان نائبًا للرئيس والمستشار التنفيذي الأول، وقبل انضمامه إلى الصندوق في شهر مارس عام 2017، كان مديرًا شريكًا في شركة إنفنتيس بارتنرز للاستشارات والاستثمار.
ويحمل الدكتور "أزعور" درجة الدكتوراه في العلوم المالية الدولية ودرجة علمية عليا في الاقتصاد الدولي والعلوم المالية، وكلاهما من معهد الدراسات السياسية في باريس، وبالإضافة إلى ذلك، فقد قام بأبحاث حول الاقتصادات الصاعدة واندماجها في الاقتصاد العالمي حين كان زميلًا لما بعد الدكتوراة في جامعة هارفارد، وللدكتور أزعور عدة كتب ومقالات منشورة حول القضايا الاقتصادية والمالية، كما أن لديه خبرة طويلة في التدريس.
انتخاب رئيس لبنان يزداد تأزمًا
قال المحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إن قضية انتخاب رئيس جديد للبنان تزداد تأزمًا وسط تشبث فرقاء في لبنان كل بمرشحه، في الوقت الذي يرتفع فيه المنسوب الإيجابي في العلاقات العربية العربية والعربية الإقليمية.
أضاف "الرز"، في تصريحات لـ"الدستور": "وبدل أن ينتهز الفرقاء السياسيون في لبنان هذه الأجواء الإيجابية، نجدهم يتجهون نحو أسلوب التحدي والتحدي المضاد، بين مرشحين هما الوزير السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، ولو كان هذا التحدي تنافسًا ديمقراطيًا، لامكن تفهم الأمر لكنه محفوف بمنطق القوة من جهة والتهديد الفيدرالي التقسيمي من جهة أخرى".
الانقسام الحاد لن يصل إلى نتيجة
وأشار المحلل اللبناني إلى أن كلا الأمرين لن يوصلا إلى أي نتيجة بسبب الانقسام الحاد، بنحو يبدو بأن وصول أي من المرشحين إلى سدة الرئاسة سيؤدي إلى غالب ومغلوب، مضيفًا: "وهو ما سينعكس سلبًا على وحدة لبنان، بما يعني أن كلا الفريقين يلعبان بالنار".
اعتبر الكاتب اللبناني البارز، أن هذه الصورة للوضع الحالي في لبنان كان يمكن تفاديها لو حصلت مبادرة عربية بقيادة الجامعة لتكريس المعيار الذي ينبغي الاحتكام إليه في انتخاب رئيس للبنان، مفيدًا بأن الأمر عبر الالتزام بتنفيذ الدستور اللبناني المنبثق عن اتفاق الطائف للوفاق الوطني عام 1989 والذي لم تنفذ بنوده الإصلاحية حتى الآن، بحسب قوله.
تابع: "أن عدم تنفيذ هذا الدستور هو الذي تسبب بانهيار الدولة على كل الصعد، وهنا تكمن المشكلة التي ينبغي حلها، وليس المعيار مناطقيًا ولا طائفيًا حتى ولا الحفاظ على المقاومة ودورها، كل هذه المبررات خارج الدستور"، مؤكدًا أن لذلك كان يمكن أن ترسل الجامعة العربية وفدًا إلى لبنان يلتقي بالمجلس النيابي ويضغط لإقرار الدستور بكل بنوده بشكل رسمي.
أردف: "وأي مرشح للرئاسة يلتزم بذلك سيكون مقبولًا من الجميع، أما ما نراه اليوم فهو وضع معايير مصلحية وحزبية وطائفية وتلاعب بمقومات الدولة الوطنية وعملية تأزيم تهدد وحدة لبنان وهويته العربية. والوقت لم يفت بعد للحصول التحرك العربي المأمول تجاه لبنان".