إشادات بالمبادرة «المصرية- القطرية» لإغاثة الشعب السودانى
إشادات سودانية واسعة تلقتها مبادرة دعم وإغاثة الشعب السودانى، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والشيخ تميم بن حمد آل ثانى، أمير دولة قطر، بهدف احتواء الأوضاع الإنسانية الناتجة عن الصراع الدائر فى البلاد.
وأجرى الرئيس السيسى، اتصالًا هاتفيًا مع الشيخ تميم بن حمد، استعرضا خلاله مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، خاصة فى السودان. وشدد الزعيمان، خلال الاتصال، على أهمية العمل المكثف لاحتواء الأوضاع الإنسانية بالسودان، وتسهيل انسياب المساعدات الإغاثية، وتجنيب المدنيين تداعيات القتال.
واتفقا على إطلاق مبادرة مشتركة لدعم وإغاثة الشعب السودانى، تهدف للتخفيف من آثار وتداعيات الأزمة الراهنة على الأشقاء السودانيين، خاصة اللاجئين، من خلال تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم، على أن تتولى الجهات المعنية فى الدولتين وضع الأطر والآليات التنفيذية ذات الصلة.
من جهته، قال الباحث السياسى السودانى محمد كامل، إن المبادرة المصرية القطرية تؤكد عمق الروابط الرسمية والشعبية بين الأشقاء العرب، وإخوتهم فى السودان.
وأضاف «كامل»، لـ«الدستور»، أن المبادرة تلقى ترحيبًا واسعًا من مختلف قطاعات المجتمع السودانى، خصوصًا من الذين فرضت عليهم ظروف الحرب اللجوء إلى مصر، ومواجهة مصاعب توفير الحد الأدنى من سبل العيش، رغم الترحيب المصرى الكبير وحسن الاستقبال وتيسير الإقامة. وأعرب عن أمله فى أن يتم تطوير المبادرة، لتغطى كل الجوانب الإنسانية والسياسية، لافتًا إلى أن مصر وقطر ظلتا تساندان الشعب السودانى فى كل قضاياه المصيرية، وتعملان عبر المبادرات لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين.
وتابع: «لدى البلدين ذخيرة معتبرة من المبادرات السابقة، وهذا يؤكد اهتمامات قيادتى البلدين بالشأن السودانى، ولذا نحن نفهم المبادرة الحالية من واقع إدراكنا سياسة الأشقاء العرب، الرامية إلى مساندة السودان فى هذا الظرف العصيب المفروض على البلاد، الذى بلا شك سيؤثر سلبًا إن لم نتداركه».
بدورها، قالت شمائل النور، صحفية سودانية، إن المبادرة المصرية القطرية بادرة طيبة ومنتظرة من الدول الصديقة، مشيرة إلى أن الوضع الإنسانى فى البلاد تجاوز الكارثة على كل المناحى.
وأضافت: «فى تقديرى أن المبادرة لا بد أن توازيها مبادرة لوقف إطلاق النار بشكل صارم، لأن المسارات الإنسانية ستظل عرضة للرصاص الذى لم يتوقف فى كل الهدنات، كما أن غياب جهاز الدولة وطواقم العمل الإنسانى جراء الاشتباكات سيجعل المساعدات الإنسانية هدف الطرفين».
وشددت على أن أى مبادرة إنسانية للمساعدات لا بد أن توازيها عملية حقيقية لوقف إطلاق النار.
من جانبها، قالت نرمين سعيد كامل، باحثة فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه بعد دخول الأزمة السودانية شهرها الثانى على التوالى، دخل على الخط العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية فى محاولة لتهدئة الأوضاع وحلحلة الأمور.
وأضافت: «أبرز مساعى التهدئة تمثل فى مبادرة (الإيجاد)، ثم المباحثات التى عقدت على مدار أسابيع فى مدينة جدة برعاية سعودية- أمريكية، وأفضت إلى التوصل لعدة هدن إنسانية لم يتم تطبيقها فى السودان، قبل أن يعلن الجيش السودانى عن تعليق مشاركته فى المباحثات، حتى إلزام (الدعم السريع) باحترام الهدن ومغادرة المستشفيات ومنازل المواطنين».
وأكملت «نرمين»: «اليوم استمرت الجهود المصرية بالتعاون مع قطر، وتم تأكيد أهمية العمل المكثف لاحتواء الأوضاع الإنسانية بالسودان، وتسهيل انسياب المساعدات الإغاثية وتجنيب المدنيين تداعيات القتال، باعتماد مبادرة مشتركة لدعم وإغاثة الشعب السودانى».
وقالت: «المبادرة قد تسهم فى تحسين الأوضاع الإنسانية داخل السودان، عن طريق المساهمة فى تأمين وصول المساعدات وتوزيعها».
ونبهت «نرمين» إلى أنه لا ينتظر أن تنهى تلك المبادرات أزمات النازحين واللاجئين السودانيين، لأن هذا الأمر يتطلب جهدًا حقيقيًا من المنظمات الدولية والمجتمع الدولى، لتوفير الدعم المادى لدول الجوار الإفريقى فى السودان، للمساهمة فى توفيق أوضاع اللاجئين داخل البلاد، وقد عبر الرئيس السيسى عن هذا صراحة، خلال حديثه أمام مجلس الأمن والسلم الإفريقى.