الكنيسة الكاثوليكية بمصر تحتفل بذكري القديس كارلس لوانجا ورفقاؤه
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم بذكري، القديس كارلس لوانجا ورفقاؤه ، شهداء أوغندا، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعد - الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: إسمه "كارلس" وهو اسم مشتق من الأصل الألماني "كارل" ويعني "الرجل". وُلِدَ مابين عامي 1860م إلى 1865م، في جنوب أوغندا. منذ طفولته عَمِلَ بالبلاط الملكي للملك "موانجا الثاني" ملك أوغندا آنذاك.
وتابع: أبدىَ الملك موانجا الثاني تسامحاً كبيراً مع التواجد المسيحي الكاثوليكي والإرساليات التي تعمل على خدمة الشعب الأوغندي خدمات إجتماعية وطبية وثقافية مع الإهتمام بالبُعد التبشيري، برغم إنحيازه الشخصي للديانة الوثنية وتمسّكه بها.
موضحًا: حتى جاء عام 1885م، عندما لفت نظره رئيس أركان جيشه "كاتيكيرو" بخطورة استمرار التبشير المسيحي على العادات الوثنية، لأن إيمانهم يجذب الشباب الأوغندي ولا يمكنهم معه العودة لممارسة الشعائر الوثنية والتي كان من ضمنها قبول ممارسة المثلية الجنسية والتي كانت تتم بالأمر مع الملوك والأثرياء الذين يستغلون عبيدهم الذكور في الخدمة والمتعة أيضاً، وهو ما تراه المسيحية إهانة لكرامة الجسد واستبدالاً لطبيعته، وإضراراً بالنفس البشرية وإمراضاً لها.
وتابع: خلال كل تلك الأحداث كان كارلس يتلقّى تكوينه المسيحي استعداداً ليوم قبول سرّ المعمودية المقدس، والذي صادف نفس يوم اعتقال سلفه "چوزيف موكاسا" وتعيينه خلفاً له وهو 15 نوفمبر 1885م، وقد ناله عن يد أحد كهنة الإرساليات والذي لم يكن معروفاً بعد للسُلطات الأوغندية.
وتابع: وتزايُد عدد الوُصفاء المحولين إلى المسيحية داخل قصر موانجا أثار قلقه الشديد، فااستدعاهم جميعاً وكان عددهم عشرين، من ضمنهم كارلس لوانجا وچوزيف موكاسا رئيس وصفاء البلاط السابق، وحَقَّق معهم لاستبيان حقيقة ما إذا كانوا قد تحولوا إلى المسيحية فعلاً أم لا.
وواصل: إستولى الخوف على أغلبهم وربما فكروا في إنكار الإيمان، إلى أن بادر كارلس بإعلان إيمانه بالمسيح قاطعاً حالة الصمت والتردُّد، فتشجَّع رفاقه وبدأوا يعلنون إيمانهم الواحد تلو الآخر. عندها ساومهم الملك موانجا على إيمانهم حيث وعدهم بوقف المذابح ضد الإرساليات المسيحية، وعودة حرية التبشير والإعتقاد وعدم الإكتراث حتى لو تحولت أوغندا كلها إلى مسيحية في مقابل الإستمرار في طاعة الملك بشأن ممارسة المثلية الجنسية.
مضيفًا: رفض كارلس هذه المساومة أمانةً لاسم المسيح وشجَّع باقي الوصفاء المسيحيين على رفضها، وكأنه قائد روحي لإخوته يشدّد عزمهم ويساعدهم على حمايته، وقد كان مؤثراً على المجموعة كلها حتى الأطفال منهم. فصدر حكم الملك بإعدام كارلس ورفاقه حرقاً صدر الحكم يوم 25 مايو 1886م، وتم احتجازهم بالسجن حتى تاريخ التنفيذ، وهناك قام كارلس بتعميد من هُم أطفال من هذه المجموعة إذ كانوا ما يزالون في مرحلة التكوين لكنهم مقبلين على الاستشهاد ويرغبون في نوال المعمودية على اسم المسيح قبل موتهم.
مختتمًا: تم إعلان تطويبهم في 6 يونية عام 1920م عن يد البابا "بنديكتوس الخامس عشر، أما إعلان قداستهم فجاء في 18 أكتوبر عام 1964م عن يد البابا القديس "بولس السادس".