قمة عربية واجتماعات بنك التنمية الإفريقى.. نشاط مكثف للرئيس السيسى فى أسبوع

شهد الأسبوع الحالي نشاطًا مكثفًا للرئيس عبدالفتاح السيسي على المستويين المحلي والعربي، أبرزها مشاركته في القمة العربية في دورتها الـ32، وافتتاح مجمع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة.

القمة العربية

شارك الرئيس السيسي يوم الجمعة الماضي في القمة العربية في جدة، حيث ألقى كلمة أمام القمة أكد فيها أن الأمن القومي العربي هو كل لا يتجزأ، مؤكدًا أنه حان الوقت لأخذ زمام المبادرة للحفاظ عليه بما في ذلك من خلال الخطوات المهمة، التي بادرت بها دولنا في الفترة الماضية لضبط إيقاع العلاقات مع الأطراف الإقليمية غير العربية، التي نتطلع منها لخطوات مماثلة وصادقة بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وعلى هامش قمة جدة، التقى الرئيس السيسي بعدد من القادة منهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيدًا بما تتسم به العلاقات المصرية السعودية من أخوة صادقة وعلاقات تاريخية وثيقة، مؤكدًا تطلع مصر لمواصلة دفع العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، وتطرق اللقاء إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية واستدامة الشراكة بين البلدين، بما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة للشعبين الشقيقين، كما أدى الرئيس السيسي مناسك العمرة، وزار المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.

استقباله سلطان عمان

والأحد الماضي، استقبل الرئيس السيسي، سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق في قصر الاتحادية، وشهدت المباحثات تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، في إطار التنسيق والتشاور الدائمين بين الدولتين، وسعيهما لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين.

 كما أشاد السيسي بالعلاقات الودية التاريخية التي تربط بين مصر وسلطنة عمان، والتي تشكلت عبر عقود ممتدة من التضامن والتكاتف والوقوف صفًا واحدًا ضد الأزمات والتحديات، مع تأكيد حرص مصر على الارتقاء بتلك العلاقات المتميزة بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها.

من جهته؛ أشاد السلطان هيثم بن طارق بتميز العلاقات المصرية العمانية، وأواصر المودة والأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين عبر التاريخ، مؤكدًا حرص عمان على تعزيز أطر التعاون القائمة بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بينهما في كل المجالات خلال الفترة المقبلة.

افتتاح مجمع الكوارتز

وافتتح الرئيس السيسي مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة، ويهدف المشروع لاستغلال الخامات الطبيعية المتوفرة في مصر، بما يسهم في تعظيم القيمة المضافة لخام الكوارتز وزيادة الدخل القومي، تلبية لاحتياجات السوق وبما يوفر العملة الصعبة، كما يحقق احتياجات السوق المحلية من ألواح الكوارتز اللازمة لتجهيز المستشفيات والفنادق وغيرها بدلًا من استيرادها من الخارج.

اجتماعات بنك التنمية الإفريقي

شارك الرئيس السيسي، الثلاثاء الماضي، في افتتاح الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الإفريقي، مؤكدًا أن حجم بعض الاحتياجات التمويلية لدول القارة الإفريقية طبقًا لتقديرات الأمم المتحدة وبنك التنمية الإفريقي، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر 200 مليار دولار سنويًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، و144 مليار دولار سنويًا لمعالجة الآثار السلبية لجائحة "كوفيد-١٩"، و108 مليارات دولار سنويًا لتمويل مشروعات تهيئة ورفع مستوى البنية التحتية.

لقاء بعدد من القادة الأفارقة

وعلى هامش الاجتماعات في شرم الشيخ، التقى الرئيس السيسي مع عدد من القادة العرب وأبرزهم الرئيس إيمرسون منانجاجوا، رئيس جمهورية زيمبابوي، حيث أكد الرئيس الأهمية التي توليها مصر لتعزيز العلاقات التي تربطها بشقيقتها زيمبابوي في مختلف المجالات، لاسيما التبادل التجاري والاستثمار، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار تجمع السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا "كوميسا"، إلى جانب التعاون الفني وبناء القدرات ودعم البنية التحتية.

التقى السيسي بالرئيس عثمان غزالي، رئيس جمهورية جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، حيث أكد الرئيس استعداد مصر لنقل تجربتها في رئاسة الاتحاد الإفريقي إلى شقيقتها جزر القمر، فضلًا عن تفعيل أطر التعاون المشترك في شتى المجالات، لاسيما في ظل الروابط التاريخية التي تجمع مصر مع جزر القمر على المستويين العربي والإفريقي، بالإضافة إلى الجذور الممتدة بين الشعبين الشقيقين في ضوء العدد الكبير للدارسين الوافدين من جزر القمر في مصر.

كما التقى مع جيرفيه ندير أكوبوكا، رئيس وزراء جمهورية بوروندي، وأعرب الجانبان عن رضاهما عن المستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، سواء على مستوى التنسيق والتشاور السياسي، أو على مستوى التعاون الاقتصادي الذي يشهد في الفترة الأخيرة تقدمًا ملموسًا، كما تقدم رئيس الوزراء البوروندي بالشكر الرئيس على دعم مصر المتواصل لبلاده على صعيد احتياجاتها التنموية وبناء قدرات الكوادر البوروندية، فضلًا عن مساندة بوروندي في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، بما يمثل نموذجًا للتعاون والتنسيق المتبادل بين الدول الإفريقية الشقيقة.

والتقى الرئيس السيسي مع موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وشهد اللقاء التباحث بخصوص أبرز الملفات المطروحة على أجندة الاتحاد الإفريقي، خاصةً ما يتعلق بالتكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسي للاتحاد، حيث تم التوافق على استمرار التعاون والتنسيق الوثيق بين الجانبين.

والتقى الرئيس أيضًا مع شيليشي كابويبوي، سكرتير عام منظمة الكوميسا، وتناول اللقاء متابعة تنفيذ أهم الأولويات الموضوعية للرئاسة المصرية الحالية للكوميسا، بما فيها تعزيز سلاسل التوريد الإقليمية فيما بين دول الكوميسا، وتعظيم التكامل الصناعي، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية العابرة للحدود ومشروعات الربط، والتركيز على التعاون في مجالات التحول الرقمي.