بعد فيلم "كليوباترا".. سجل هزائم "نتفليكس" بالأرقام
أصبحت منصة نتفليكس العالمية هي الخاسر الوحيد بعد عرضها فيلم "كليوباترا" الذي ظهر فيه تبنيها ظاهرة "الأفروسنتريك"، وذلك بإظهارها الملكة المصرية على أنها زنجية، وهو ماقوبل بموجة غضب عارمة من قبل الشعب المصري غيرة على حضارته الفرعونية، بل وقوبل بنفس الموجة من العديد من الشعوب الأخرى التي تعلم جيدًا أصل ومقدار الحضارة المصرية القديمة.
بلغت مقدار خسارة المنصة حسب عبد الرحيم ريحان المستشار الإعلامى للجنة العربية للتراث العالمى في تصريح له، 4.7 مليار دولار، وهو ما يعادل 5% من أسهمها وسط حذر شديد على التداول في أسهم الشركة في البورصة، وذلك بالإضافة إلى إيقاف بعض حسابات السوشيال ميديا لممثلين فيلم كليوباترا، علاوة على تقرير المنصة الذي هبط إلى نجمة واحدة وتم تصنيف موقع IMDB للفيلم بأنه الأقل عالميًا.
يُذكر أن تلك لم تكن المرة الأولى التي تخسر فيها منصة نتفليكس العالمية أرقامًا خيالية، إذ سبق وأن فقدت 200.000 مشترك في الربع الأول من عام 2022 من أصل 221 مليون اشتراك عالمي.
وكانت هذه هي الخسارة الأولى في عدد من المشتركين التي شهدتها المنصة منذ أكثر من عقد 10 سنوات، ما تسبب في هبوط أسهمها بنسبة 35%، وما سبب كذلك القضاء على 50 مليار دولار من القيمة السوقية لها.
هذه الخسارة جاءت على الرغم من أن المنصة كانت تتوقع مع بداية عام 2022 أن تصل أربحاها إلى 8.5 مليون مشترك إضافي إلا أنها خسرت بدلاً من ذلك بعضًا منهم، ما أدى إلى انخفاض مجموع الاشتراكات إلى 221.64 مليون مشترك.
ومنصة نتفليكس تتبع شركة "نتفليكس"، أحد أكبر منصات الترفيه في العالم، والتي قد تأسست في أغسطس عام 1997م في كاليفورنيا،وتوسعت الشركة عام 2013، بإنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية، بدلاً من الاكتفاء بعرض المتاح، كما قامت بتوزيع الفيديو عبر الانترنت، وبدأ عرض أول مسلسل أصلي تقدمه الشركة «بيت من ورق».
أما في عام 2017 اتخذت الشركة مدينة لوس غاتوس في كاليفورنيا مقرًا لها، ومن بعد ذلك برعت في مجال صناعة الأفلام والمسلسلات، كما أعلنت في شهر أكتوبر عام 2018، عن زيادة عدد مشتركين الخدمة ليصل إلى 137 مليون مشترك من جميع أنحاء العالم من ضمنهم 58 مليون مشترك في الولايات المتحدة.
يذكر أن المنصة قد سبق وأن أعلنت مع بداية عام 2022 أنها ستشهد نموًا في عدد المشركين ولكنه نموًا بطيئًا فيما وصف حينها بأنه "توقعات متشائمة"، لكن تلك التوقعات بدت مع الخسائر الأخيرة للمنصة بأنها "متفائلة للغاية" عند العلم بأن المشتركين لم يزدادوا ببطء، ولم يزدادوا أصلاً، بل وهاجر الآلاف منهم.
وحسب المنصة فإنها ترجع أسباب خسارتها العام الماضي بقولها "تسبب تعليق خدماتنا في روسيا والانخفاض المستمر في عدد المشتركين الروس في خسارة صافية بلغت 700 ألف اشتراك، ولولا ذلك، كان سيكون لدينا 500 ألف اشتراك إضافي مقارنة بالربع الماضي".
في الوقت نفسه تواجه نتفليكس منافسة شديدة من منصات وخدمات بث أخرى، كما يشكك البعض في خططها لتعزيز النمو، والتي تشمل تقديم خدمة مجانية مدعومة بالإعلانات.
وفي واحدًا من المؤشرات الباعثة على القلق كان قد تخلى ويليام أكمان، أحد أشهر المستثمرين في الولايات المتحدة، عن استثماره البالغ 1.1 مليار دولار في نتفليكس وخسر أكثر من 400 مليون دولار.
وكان قد أثار طرح المنصة فيلمًا وثائقيًا عن الملكة كليوباترا تحت اسم "سلسلة وثائقية" غضب وحفيظة المصريين بعد تداول صور امرأة زنجية سوداء البشرة وهي الفنانة لتلعب دور الملكة كليوباترا على على الرغم من حقيقة الأمر وهي أن الملكة مقدونية الأصل ومن أصحاب البشرة البيضاء الأمر الذي جعل المنصة تسعى إلى تغيير وصف السلسلة لتجنب هذا الهجوم لتوصفه "دراما تليفزيونية".