"الصحة العالمية" تلقى الضوء على الشراكة "المصرية- الأمريكية" لتوطين صناعة الأنسولين محليًا
ألقت الجمعية العامة الـ67 لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة بالعاصمة السويسرية جنيف الضوء على الشراكة «المصرية– الأمريكية» الناجحة لتوطين صناعة الأنواع الحديثة من الأنسولين، بما يؤدي لتوفيره للمرضى بكميات كافية وبأسعار مناسبة، وذلك خلال جلسة «دور التصنيع المحلي في توفير أدوية الأمراض غير السارية».
شارك في الجلسة كل من الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، ولويس بايس، مساعد وزير الصحة والخدمات الإنسانية للشئون العالمية بالولايات المتحدة، وكل من د. بنتي ميكلسن، مدير برنامج الأمراض غير المعدية بمنظمة الصحة العالمية (WHO)، والدكتور رياض أرمانيوس، العضو المنتدب لشركة إيفا فارما، ولورين بيكر، مدير سياسة الصحة العالمية بشركة إيلي ليلي، ود.روجيريو جاسبار، مدير قسم التنظيم والتأهيل المسبق بمنظمة الصحة العالمية، ود. جان كاسيا، المدير العام لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإفريقيا (CDC).
وأكد وزير الصحة، أن التعاون بين شركة إيلي ليلي العالمية، وشركة إيفا فارما المصرية الرائدة في توطين صناعة الأنسولين عالي الجودة في مصر سينعكس إيجابيًا على ما لا يقل عن مليون شخص سنويًا، موضحًا أهمية توطين صناعة الأنسولين في قارة إفريقيا، خصوصًا مع توقعات تزايد عدد المرضى في القارة، مشيرًا إلى أن الشراكة «المصرية– الأمريكية» في هذا الصدد تُعتبر ضمانة لوصول هذا النوع من المستحضرات الطبية الهامة للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بسعر مناسب.
وشدد «عبدالغفار»، ثقته في أن التعاون بين شركتي «ليلي» و«إيفا فارما» سيسهم في تعزيز وصول الأدوية للأمراض غير المعدية لقارة إفريقيا، وعلى رأسها الأنسولين عالي الجودة ومنخفض التكلفة.
ووجه الدكتور رياض أرمانيوس، الشكر لوزير الصحة المصري وكل المشاركين في الجلسة، مؤكدًا حرص «الشركة» على التعاون مع كبرى الشركات العالمية في سبيل توطين صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية واللقاحات، لما فيه الخير ليس فقط للمريض المصري، ولكن لمرضى أكثر من 56 دولة حول العالم تنفذ إليها منتجات الشركة الطبية.
وواصل: «نسعى جاهدين لإنقاذ وتحسين حياة الملايين من خلال إتاحة أدوية وحلول رعاية صحية يمكن الوصول إليها وذات قيمة عالية تلبي احتياجات المرضى المحليين، من خلال توحيد جهود جميع مقدمي الرعاية الصحية واتخاذ إجراءات تآزرية، بما يمكننا من تحقيق تغيير حقيقي».
وأردف: «عندما نعزز قدرات التصنيع الإقليمية فإننا نضمن وصول الأدوية عالية الجودة إلى المرضى الذين هم في أمس الحاجة إليها».
وأوضح أرمانيوس أن هذا التعاون لإنتاج الإنسولين يستهدف الوصول إلى حوالي مليون شخص سنويًّا بحلول عام 2030، من خلال إنتاج 90 مليون جرعة «فيال» سنويًا، ونحو 50 مليون خرطوشة سنويًا.
وشدد على أن المشاركة في هذا الحدث الجانبي لجمعية الصحة العالمية هى التزام بتحسين الوصول إلى أدوية الأمراض غير المعدية ودورها الاستباقي في تعزيز الشراكات لمواجهة تحديات الرعاية الصحية في القارة الإفريقية، حيث يتماشى تفاني الشركة في تلبية احتياجات المجتمعات المحلية مع الجهد العالمي لتعزيز أنظمة الرعاية الصحية وضمان وصول العلاجات المنقذة للحياة إلى جميع من يحتاجون إليها.
من جهتهم، أكد المشاركون في الجلسة أهمية تبسيط عمليات التسجيل وتنفيذ أنظمة منسقة لتسجيل الأدوية، وذلك لتقليل التأخير وضمان الوصول بشكل أسرع إلى الأدوية المنقذة للحياة للعديد من المرضى.
وتناولت جلسة النقاش العبء المتزايد لمرض السكري في إفريقيا، حيث يعيش 24 مليون مريض سكري حالي، وفقًا للاتحاد الدولي للسكري (IDF)، مع التقديرات التي تشير إلى أن عدد مصابي مرض السكري سيصل إلى 55 مليون شخص في إفريقيا بحلول عام 2045، مما سيجعل المنطقة تواجه أكبر زيادة في معدلات مرض السكري على مستوى العالم بحسب ما أوضحته منظمة الصحة العالمية (WHO).
كما يظل الحصول على الأنسولين بتكلفة مناسبة عائقًا رئيسيًا أمام العلاج بشكل ناجح، مما يؤدي إلى مضاعفات غير ضرورية ووفيات مبكرة. استجابةً لهذه المشكلة الحرجة، بدأت إيفا فارما التعاون مع شركة إيلي ليلي في ديسمبر 2022 لتوسيع الوصول بشكل مستدام إلى الأنسولين البشري والتناظري عالي الجودة بأسعار مناسبة، والوصول سنويًا إلى مليون شخص على الأقل يعانون من مرض السكري من النوع الأول والثاني في 56 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل معظمها في إفريقيا.