زينب صدقى.. شكسبيرة الزمالك التى تغزل فى جمالها أمير الشعراء
زينب صدقي تغزل في جمالها أمير الشعراء أحمد شوقي عندما مثلت دور ليلي في مسرحيته "مجنون ليلي"، عرف عنها ولعها بالثقافة حتى أنها خصصت صالونا ثقافيا في منزلها، تزوجت وهي صغيرة برجل يكبرها وتمردت عليه، رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1993.
وفي عددها الـ"1573" والصادر بتاريخ 14 أغسطس من العام 1993، نشرت مجلة "الموعد" اللبنانية، جانبًا من تاريخ حياة الفنانة زينب صدقي.
حين بدأت زينب صدقي حياتها الفنية فيما بين عشرينيات وثلاثينيات القرن المنصرم، كان رأسمالها جمالا يبهر الأنظار، وموهبة تحدث عنها الشعراء والكتاب، وحضور أحبه الكثيرون من أصحاب الألقاب، وفيما هي تضرب في عقدها التاسع، لم يعد عندها رأسمال، سوي كلمة واحدة هي الستر.
ومع ذلك فهي لو كانت أرادت أن تصبح مليونيرة ذات يوم لاستطاعت ولكن ذلك لم يكن همها، ولا دار في خلدها، فقد كانت تصرف باليمين ما تكسبه بالشمال، ولم يكن يهمها سوى أن تكسب المزيد من حب وتقدير الناس.
ــ زينب صدقي رئيسة لــ"جمعية النميمة"
ويتابع محرر "الموعد": وذات يوم يبدأ في العشرينيات كانت زينب صدقي سيدة صالون من الطراز الرفيع، تحدثك حين تجلس معها في الأدب والسياسة والشعر، تمامًا كما تحدثك في الفن، والمسرح والسينما وروايات شكسبير وموليير، وكانت إذا ما تحدثت في مجلس ملكت ناصية الحديث، وكان مشهورًا عنها أنها أظرف سيدة عرفها الوسط الفني، ومعروفة بالنكت اللاذعة، والقفشات اللماحة، ولها شهرة خاصة في التشنيع، وبأسلوب متميز يتقبله "المشنع به"، علي الرحب والسعة، وعن طيب خاطر.
كانت ذات يوم رئيسة لجمعية أطلق عليها اسم "جمعية النميمة"، كانت تضم أعضاء كثيرين، وكان أعضاؤها، هم ضحاياها، وضحايا رئيستها، ومع ذلك، فقد اشتهرت زينب صدقي رئيستها بأنها سيدة محبوبة لا تعرف البغض والكراهية، ولم يكن لها خصوم وأعداء علي الإطلاق، إلى جانب أنها اشتهرت بالكرم إلى أبعد الحدود، بحيث كان جميع أهل الفن يعتبرون بيتها "بيت الأمة"، لأهل الفن، و"مطعمًا للجائعين"، وأمانًا للخائفين، و"بنسيونا" للمشردين، تلك كانت زينب صدقي الإنسانة.
ــ زينب صدقي شكسبيرة الزمالك
ويلفت محرر "الموعد" حول تاريخ زينب صدقي الفني مشيرًا إلى أن زينب صدقي الفنانة، فيكفي أن تعرف أنها كانت الممثلة التي قامت بدور "ليلي" في مسرحية أمير الشعراء أحمد شوقي "مجنون ليلي"، بإبداع عز نظيره، ذلك أن كثيرات من الممثلات المشهورات في ذلك الوقت مثلن هذا الدور، ولكن أمير الشعراء أحمد شوقي صاحب المسرحية، قال عنها بعد أن شاهدها: لم أجد أجمل، ولا أرقي، ولا أروع من زينب صدقي، وهي تمثل دور "ليلى" على المسرح، فقد صنعت زينب من دور ليلي أجمل وأخلد "تابلوه" فني على الإطلاق.
وفي دور "ليلي"، كانت زينب صدقي ترى أغلب مشاهديها في الأمسيات التي تقدم فيها مسرحية "مجنون ليلى"، من عشاق الأدب والشعر، الذين كانوا يستعذبون صوتها وحلاوة إلقائها، وترنيمها لشعر أحمد شوقي في تلك المنظومة الخالدة.
وفي مسرحية "كليوباترا"، كانت زينب صدقي، تلك الملكة العظيمة الموزعة القلب بين عرشها وحبها، وهو ما كتبته الصحافة التونسية عنها عند عرض المسرحية في تونس.