مستقبل إعلام «الذكاء الاصطناعى»
قبل سنوات تكلم العديد من المهتمين بالشأن الإعلامي عن قوة الإعلام الرقمي، وقتها كان ينظر للمسألة على أنها "حياه أو موت" للإعلام المسموع والمرئي وبالطبع المقروء إذا لم يواكب عصر "الرقمنة"، وهو ما ربطته بالزخم المنتشر بشأن "الذكاء الاصطناعي".
الحقيقه أن وجود "الذكاء الاصطناعي" أمر طبيعي أن تستفيد منه الصحافة والإعلام كأي وسيلة تكنولوجية أخرى تسهل عمل الإعلام كونه "موصلا للمعلومة"، ومع زياده شعبية مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الإنترنت بشكل كبير على الهواتف الذكية كان من الضروري على الوسائل الإعلامية الاستفادة من الوسائل الحديثه للتواصل بشكل أسرع مع متابعيها.
البعض تصور قبل سنوات، أن الرقمنة تعني تغيير أصول المهنة والانجراف للسطحية المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وللأسف كانت النتيجة فقدان ثقة الجماهير وضعف التأثير.
وسائل الإعلام الرصينة استفادت من التطور التكنولوجي، ودشنت منصات رقمية في ظل ضعف التوزيع الورقي، واستخدمت مواقع التواصل لزيادة انتشارها، في الوقت نفسه حافظت على نفسها من الانجراف وراء الموجة.
الإعلام الرقمي أوجد منافذ جديدة أغرت المستثمرين في الإعلام، كونها تصل إلى عدد أكبر من الناس، خاصة الأجيال الجديدة، وطريقتهم في التعامل مع المنصات الحديثة.
المثير في الأمر أن الإعلام الرقمي أكثر تكلفة من الإعلام التقليدي وهو ما يثير فكر المستثمرين نحو العائد وبالطبع التمويل، ومع التأثيرات الاقتصادية التي يمر بها العالم فإن المستثمر في مجال الإعلام خفض الميزانية.
صحيح أن المؤسسات الإعلامية تسعى لضبط محتواها ليكون مؤثرا في الجماهير، لكنها تواجه تحديات صعبة حول القيمة المضافة للمحتوى الإعلامي مع تحدي تقليل النفقات ولم تعد القيمة هي الهدف المنشود لكن أصبح التصفح على مواقع التواصل الاجتماعي هو الهدف التسويقي الأهم.
وأرى أن الأزمة هنا تكمن في عدم فهم الجمهور المستهدف بشكل جيد، فالجيل الجديد غير مكترث أو مهتم بالوسائل التقليدية، وأعتقد أنهم يبحثون عما يضيف لهم بطريقتهم الذكية السريعة.
التخوف الحقيقي الذي أراه أكثر خطورة على مستقبل الإعلام هو الإعلاميين أنفسهم وانجرافهم نحو "الاستسهال" بحجة مواكبة الرقمنة، خاصة مع تقدم الذكاء الاصطناعي الذي هو في النهاية تطور تكنولوجي علينا الاستفادة منه وتطويعه لخدمة مستقبل المهنة.