لماذا تعتبر انتخابات تركيا صعبة ومصيرية؟
تتجه الأنظار نحو تركيا التي تجرى فيها انتخابات رئاسية وبرلمانية يوم 14 مايو الجاري، فيما يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منافسًا قويًا هو كمال كليشدار أوغلو، وهو ما عده بعض المحللين والمراقبين والخبراء، يجعل من الانتخابات الحالية، الأهم في تاريخ الجمهورية التركية التي قامت على يد مصطفى كمال أتاتورك قبل نحو 100 عام.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية الدكتور إسماعيل صبري مقلد، هذه الانتخابات الأهم على الإطلاق في تاريخ تركيا الحديث، وتأتي بزخم سياسي وشعبي غير مسبوق، وسوف تتنافس فيها خمسة تحالفات سياسية كبيرة ومليئة بالرموز القيادية البارزة، حتى ليصعب التنبؤ بمن منها سوف يحقق الفوز الأكبر فيها.
وأوضح مقلد، أن هذا الكلام يشار به إلى انتخابات البرلمان، لكنه أكثر صعوبة بالنسبة للانتخابات الرئاسية في وجود مرشح حزب العدالة والتنمية الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، الذي يمسك بمقاليد الحكم بيد من حديد، وخلفه تاريخ سياسي طويل.
وأضاف أن المنافس الأبرز لـ أردوغان، السياسي المعروف كمال كليتشدار أوغلو، يتمتع هو الآخر بشعبية سياسية واسعة، وإن كان يتمتع بسمات شخصية يختلف بها تماما عن الرئيس أردوغان؛ فهو أكثر هدوءًا، وأقل إثارة للجدل حول تاريخه وماضيه، وتدور اهتماماته حول ما يحدث في الداخل التركي، ويفتقر إلى طموحات أردوغان العالية ورؤيته السياسية الدولية الواسعة.
وتابع بقوله "في كل الأحوال، ومع تمتعه بقاعدة عريضة من التأييد الشعبي لبرنامجه الرئاسي، فإن أوغلو خصم عنيد ومنافس قوي يحسب له حسابه، وإلى جانبه مرشحين آخرين، وإن كانت فرصهم تبدو أقل، ولو أنهم وحدوا جهودهم وتنازلوا لأوغلو وساندوه لدعموا فرصة الفوز على أردوغان.
وأشار مقلد إلى أن تركيا قد تكون علي عتبة تغييرات سياسية تاريخية مهمة، إذا ما حدثت المفاجأة وتحول مؤشر الاختيار الشعبي من الرئيس أردوغان إلى غريمه أوغلو، وهو احتمال غير مستبعد، بعد كل هذه السنوات التي أمضاها اردوغان رئيسا لتركيا.
وفيه حال هزيمته، فإن خروج الرئيس أردوغان من مسرح الحياة السياسية في تركيا، ومن المسرحين الشرق أوسطي والدولي، ومن دوائر اتخاذ القرار في حلف الناتو، سوف يكون بمثابة زلزال سياسي كبير، ستكون له توابعه وتداعياته الملموسة في العالم كله.