عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.. كيف يؤثر على إسرائيل؟
تبنت اليوم الأحد جامعة الدول العربية قرارً بعودة سوريا إلى الجامعة بعد أكثر من 11 عاماً على تعليق عضويتها.
منذ أواخر عام 2021 بدأ الحديث عن بدء عودة العلاقات بين سوريا والعالم العربي، بعد شبه قطيعة دامت 12 عاماً منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا، حيث نجح الرئيس السوري بشار الأسد في استئناف العلاقات تدريجياً مع دولة الإمارات، والبحرين، وسلطنة عُمان، والجزائر، ومصر، كما أستأنف علاقاته مع الأردن وتونس، ومؤخراً مع السعودية التي كانت تدعم المتمردين السوريين في الحرب الأهلية.
تحرك سوريا في المنطقة صاحبها تحركات أخرى لتسوية أوضاعها الإقليمية، خلال الأسبوع الماضي جرى لقاء رباعي في موسكو جمع وزراء دفاع سوريا وروسيا وإيران وتركيا، في إطار الاتصالات المستمرة من أجل التوصل إلى تسوية سورية-تركية، بالتزامن مع بدء حوار تركي كردي لإنهاء الصراع بينهما.
وبعد قرار عودة سوريا جامعة الدول العربية من المقرر أن يتبعها خطوات مثل الاعتراف بشرعية الأسد، وضخ مليارات الدولارات من أجل إعادة بناء الدولة، وممارسة الضغط على المجتمع الدولي لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام، في المقابل تعيد سوريا ملايين اللاجئين إلى البلاد.
التاثير على إسرائيل
تراجع الدورالأمريكي في الشرق الأوسط، وانشغال الولايات المتحدة بقضايا أخرى، دفعت دول المنطقة إلى محاولة التقرب فيما بينها بدون الوساطة الأمريكية، والتحرك الأهو هو التقارب مع إيران وبدء علاقات دبلوماسية معها انطلاقاً من فكرة أن التحركات الدبلوماسية أفضل من الأنشطة العسكرية، وبناء عليه تم اتخاذ خطوات مشابهة مع الدول التي تضم أذرع إيران في المنطقة مثل سوريا واليمن.
من ناحية أخرى، فإن التراجع الأمريكي في المنطقة خلق مساحات لقوى أخرى للتدخل كلاعبين، فالصين هي عراب الاتفاق لتجديد العلاقات بين السعودية وإيران، وروسيا هي التي تتوسّط بين السعودية وسوريا.
بالنسبة لإسرائيل فإن تراجع دور واشنطن في المنطقة سلاح ذو حدين؛ فمن ناحية يضعف حلف الولايات المتحدة وإسرائيل وتأثيره في المنطقة على حساب قوى أخرى مثل الصين وروسيا وإيران. ومن ناحية أخرى يعزز دور إسرائيل على اعتبارها بديل الولايات المتحدة الحالي في المنطقة، والتي بإمكانها أن تلعب دور مثل الجسر بين دول المنطقة والولايات المتحدة، وهناك من يقول أنه عند خروج الولايات المتحدة التدريجي من الشرق الأوسط كانت الخطة هي أن تكون إسرائيل هي بديل واشنطن وأن يكون الأساس هو اتفاقات ابراهام للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية.