اكتشف قوة المتعة والألم.. كيف تشكل حياتك!
كل ما نفعله إنما نفعله لسبب، قد لا ندرك السبب في الواقع، غير أن هناك قوة دافعة واحدة تقف وراء كل السلوك البشري، وهذه القوة تؤثر على كل أوجه حياتنا من علاقاتنا إلى أوضاعنا المالية إلى أجسامنا وعقولنا.
كل قرار نتخده في حياتنا يرتبط بشكل أساسي بمفهوم المتعة والألم، والإنسان يحاول بأقصى ما يستطيع أن يتجنب الألم أكثر من اهتمامه بالحصول على المتعة.
ويركز معظم الناس على كيفية تجنب الألم وتحقيق المتعة على المدى القصير، وبذلك يخلقون لأنفسهم ألمًا على المدى الطويل.
معظم الناس يخافون من الخسارة بصورة أكبر من رغبتهم في الفوز، ويجاهدون للمحافظة على ما لديهم أكثر مما يفعلون إذا كان عليهم أن يخاطروا لكي يحققوا ما يطمحون حقًا لتحقيقه في حياتهم.
تذكر أن أي شئ قيم تريده يتطلب ألمًا قصير الأمد وعليك أن تتجاوزه لكي تكسب المتعة طويلة الأجل، فمثلًا إذا كنت تريد جسمًا مميزًا فعليك أن تمارس تمرينات بناء الأجسام وتتحمل الألم قصير الأجل، وما أن تفعل ذلك مرات ومرات حتى تصبح تلك التمرينات مصدرًا للمتعة ينطبق ذلك أيضًا على الحمية الغذائية.
لماذا يصر الناس على الاستمرار في علاقة غير مرضية دون أن يفكروا في التوصل إلى حلول لها أو إنهاء هذه العلاقة ومتابعة حياتهم؟ هذا يعود لأنهم يعلمون بأن التغيير سيؤدي بهم إلى ما هو مجهول، ومعظم الناس يعتقدون بأن المجهول أكثر إيلامًا مما جربوه حتى الآن ،أو كما يقول المثل "الشيطان الذي نعرفه أفضل من ذلك الذي لا نعرفه: أو عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة "، مثل هذه القناعات الراسخة تحول دون قيامنا بأفعال يمكنها أن تغير من حياتنا.
إذا كنا نريد إقامة علاقة وثيقة مع شخص ما فإن علينا أن نتغلب على خوفنا من الرفض والتعرض للخطر، وإذا كنا نخطط للقيام بعمل ما فعلينا أن نتغلب على خوفنا من فقدان حالة الأمن التي نتمتع بها الآن.
لقد تبين لي أنه كلما شعرت بألم عاطفي فإن هناك خمس خطوات يمكنني اتخاذها بسرعة لكسر الأنماط التي تحد من قدراتي:
الخطوة الأولى: حدد ما تشعر به فعلًا
يشعر الناس في كثير من الأحيان بأنهم مثقلون بالأعباء بحيث إنهم لا يعرفون حقيقة شعورهم والمشاعر السلبية التي تهاجمهم ، عندما تشعر بأنك مثقل بالأعباء عليك أن تبتعد لحظة لتسأل نفسك ما الذي أشعر به فعلًا الآن ؟ فإذا فكرت أولًا أنك تشعر بالغضب، فعليك أن تسأل نفسك هل تشعر بالغضب فعلًا؟ أم أنه شعور آخر؟ ربما تشعر بأنك مجروح أو أنك فقد ت شيئًا ما، بمجرد توقفك لحظة لمعرفة حقيقة شعورك سيساعدك ذلك كثيرًا في تخفيف حدة العواطف عندما تنتابك.
الخطوة الثانية: تعرف على عواطفك وتفهمها، وأنت تدرك أنها سند لك، عليك أن تشعر بالامتنان لأن جزءًا من عقلك يرسل شارة مساندة ودعوة للقيام بجهد يستلزم إجراء تغيير ما لسمة من سمات حياتك أو أفعالك، ثق بعواطفك حتى وإن كنت لا تفهمها في الوقت الحاضر، إن اعتبار أي عاطفة لديك إنها خاطئة لن يخفف من حدتها إلا فيما ندر لأن ما تقاومه يقوى ويستمر، وكلما تفهمت عواطفك وانتبهت لها ستجد أنها تهدأ على الفور شأن التعامل مع طفل يحتاج للانتباه والاهتمام.
الخطوة الثالثة: تعامل بحب استطلاع مع الرسالة التي توفرها لك هذه العاطفة، فكر ماذا تحتاج لعمله الآن لتحسين الأمور، وكلما تعاملت بحب استطلاع فيما يتعلق بعواطفك استطعت بمرور الوقت أن تميز عواطفك ليس في الوقت الحاضر فحسب بل في المستقبل أيضًا.
الخطوة الرابعة: ثق بأنك قادر على التعامل مع عواطفك ومعالجتها ليس الآن فقط ولكن في المستقبل أيضاً، وأسهل طريقة لذلك هى أن تتذكر وقتًا شعرت خلاله بعاطفة مشابهة بحيث تدرك بأنك نجحت في التعامل مع هذه العاطفة من قبل، وطالما أنك استطعت التعامل معها في الماضي فسوف تستطيع التعامل معها في الوقت الحاضر والمستقبل.
الخطوة الخامسة، بعد أن حددت ماهية شعورك الحقيقى وتفهمت تلك العاطفة بدلًا من أن تقاومها ومارست قدرتك على الاستطلاع لفهم معانيها والدروس المستفادة منها وتصورت كيف يمكنك التعامل معها ليس الآن فقط ولكن في المستقبل أيضاً، فإن الخطوة النهائية هى اندفع واتخذ الإجراء اللازم.