وزير الأوقاف: معرفة السنن الكونية تزيد المؤمن إيمانًا وفهمًا لدينه
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن معرفة السنن الكونية تزيد المؤمن إيمانًا، وتزيده إخلاصًا وفهمًا لدينه، فـ لله في خلقه وكونه سنن يجريها متى يشاء على من يشاء، مشيرًا إلى أنه من تلك السنن الكونية، سنة التداول حيث يقول سبحانه: "وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" وبخاصة في القضية الأساسية التي تشغل عامة الناس، فيذهب تفكيرهم أول ما يذهب عند سماع كلمة التداول إلى مواضيع كالغنى والفقر، فلا الغنى يدوم ولا الفقر يدوم.
جاء ذلك خلال تكريم وزير الأوقاف للأئمة والعلماء المشاركين في أنشطة وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان الماضي بأكاديمية الأوقاف اليوم.
وأكد أهمية العمل والسعي للرزق؛ لأن سنة الله أن قال "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ" في مشقة وتعب، فالراحة المطلقة في الآخرة، والنعيم المطلق في الآخرة، مشيرًا إلى أن الدنيا دار تعب وعمل وشقاء، ولكن الفرق بين المؤمن وغير المؤمن أن المؤمن يتعايش مع كل الأحوال، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ، إنَّ أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ، إن أصابَهُ ما يحبُّ حمدَ اللَّهَ وَكانَ لَهُ خيرٌ، وإن أصابَهُ ما يَكْرَهُ فصبرَ كانَ لَهُ خيرٌ، وليسَ كلُّ أحدٍ أمرُهُ كلُّهُ خيرٌ إلَّا المؤمنُ".. قال تعالى: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
وأكد أن السعادة الحقيقية النسبية لا تتحقق إلا بالرضا، مشيرًا إلى أن السنة الثانية التي لا ينبغي أن نغفل عنها على الإطلاق، هي سنة الابتلاء والاختبار والامتحان والاجتباء والاصطفاء، وبعض الناس ربما يصيبه وهو في سعة من الدنيا ولو أدبرت الدنيا عنه قليلًا لجاءه انهيار نفسي، فهو لا يفهم السنن الكونية لأنه يظن أن الدنيا ستظل تعطيه ولن تتوقف أبدًا، مؤكدًا ضرورة الانشغال برضا الله سبحانه والتعلق برضاه، وعدم الانشغال بشواغل الدنيا.