"المشاط": الظروف الاستثنائية المعقدة تتطلب التوسع فى التمويل المختلط
واصلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، مشاركتها في "قمة النمو 2023"، التي تُعقد بمقر المنتدى الاقتصادي العالمي بسويسرا، ويجتمع فيها قادة الاقتصاد من جميع أنحاء العالم من منظمات الأعمال والمجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات، لمناقشة تشكيل مستقبل مستدام وعادل، ومناقشة العديد من الموضوعات، من بينها التوظيف وتحديات العمل المناخي والذكاء الاصطناعي والابتكار وخلق قوة عاملة جاهزة لتحديات المستقبل.
الظروف الاستثنائية المعقدة تتطلب التوسع فى التمويل المختلط لتلبية متطلبات الاقتصاديات الناشئة
وشاركت الدكتورة رانيا المشاط، في جلسة نقاشية حول تحقيق النمو والتوظيف والعمل المناخي، والتي ناقشت التحديات الثلاثة التي تواجه الحكومات، والمتمثلة في تعزيز النمو والتخفيف من حدة الأزمات المناخية، وخلق فرص العمل، بمشاركة رافي جوروموثري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة NESTA، وباتريك سيمون، الشريك في مؤسسة ماكنزي، وإبراهيم الزغبي، نائب رئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية.
وقالت وزيرة التعاون الدولي إن مصر تترأس مؤتمر المناخ COP 27، والذي كان من بين موضوعاته الأساسية تعزيز العمل المناخي وتحقيق الانتقال العادل نحو التحول الأخضر، وتوفير التمويل العادل، لافتة إلى أهمية مواءمة الدول استراتيجياتها الوطنية مع الأهداف الأممية، والتأكد من ذلك من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأشارت إلى أن مصر أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وأن كل هدف من أهداف هذه الاستراتيجية يتسق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، بما يعزز جهود الدولة للتحول العادل نحو الطاقة المتجددة، وتعزيز التكيف مع التغيرات المناخية، ومعالجة مشكلة ندرة المياه، لافتة إلى أن الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من الأهمية بمكان من أجل دفع الاستثمار في العمل المناخي، وضمان توفير التمويل المطلوب لتحقيق طموح الدول مناخيًا.
وأكدت أنه في ظل الظروف الاستثنائية على مستوى العالم وارتفاع مستوى المخاطر فإن التمويل المختلط ضروري من أجل تحفيز الاستثمارات الخاصة، وتقليل حجم المخاطر، بما يجذب المستثمرين، لا سيما في الدول الناشئة وقارة إفريقيا التي تحتاج إلى استثمارات ضخمة لتحقيق انتقال عادل نحو الطاقة المتجددة وتعزيز العمل المناخي.
وشددت على أن التنمية والمناخ لا يجب أن ينظر إليهما باعتبارهما منفصلين، لكن الدول تحتاج إلى أن تمضي بشكل متوازٍ لتحقيق الهدفين، منوهة بأن هناك تفاوتًا بين الدول في الاستفادة بالتمويلات المناخية، وبالتالي قدرتها على تحقيق أهدافها، مشيرة إلى أن تحقيق الأهداف المناخية يتطلب تكاملًا بين دول الشباب والجنوب.
الفجوة الاقتصادية بين الجنسين تتسع في ظل التحديات التي تواجه التنمية
كما شاركت وزيرة التعاون الدولي في اجتماع اتحاد التكافؤ العالمي بالمنتدى الاقتصادي العالمي، لمناقشة إطار عمل جديد للمساواة والدمج من خلال السياسات والمبادرات الهادفة لتشجيع الإدماج الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الدولي، وتحقيق الشمول وسد الفجوة بين الجنسين.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط إن الفجوة الاقتصادية بين الجنسين تتسع في ظل التحديات التي يواجهها العالم، ورغم الاستثمارات المتزايدة في تحقيق التنمية المستدامة إلا أنها لا تزال قليلة مقارنة بالاحتياجات، ويتضح ذلك عند النظر إلى عدد السيدات اللاتي يتبوأن مناصب قيادية على مستوى رئاسة الشركات، رغم ارتفاعها بنسبة 3.6% فقط بين عامي 2016 و2020.
وذكرت أن جائحة كورونا ساهمت بشكل كبير في بطء التقدم نحو سد الفجوة بين الجنسين في ظلم التأثيرات التي حدثت على مستوى سوق العمل.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي أن سوق العمل تشهد تغييرات متتالية وتركيزًا على الرقمنة التي أصبحت قاسمًا مشتركًا في كل القطاعات، لذا فمن الضروري تعزيز جهود تنمية المهارات في البلدان النامية لتمكين السيدات من مواكبة المتغيرات العالمية.
حماية وتمكين اللاجئين من الفرص الاقتصادية جزء رئيسى لتحقيق التنمية المستدامة
وشاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في جلسة نقاشية حول "تسريع وتيرة توظيف اللاجئين"، والتي ناقشت استكشاف فرص جهود القطاعين الحكومي والخاص على مستوى العالم لفتح الفرص الاقتصادية لملايين اللاجئين في الاقتصاديات المضيفة، وذلك تحت مظلة "مبادرة توظيف وتشغيل اللاجئين".
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي أن جزءًا لا يتجزأ من تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 هو حماية المجتمعات المهمشة واللاجئين وضمان استفادتهم من الفرص الاقتصادية، لافتة إلى أن الظروف العالمية الحالية وضعتنا على مفترق طرق، وتسببت في زيادة أعداد النازحين واللاجئين على مستوى العالم بوتيرة هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما يحتم أهمية العمل الجماعي لتحقيق الأهداف الإنمائية والحفاظ على مسيرة التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة.
وأكدت ضرورة الحاجة إلى وضع سياسات وأطر تنظيمية مبتكرة لتسهيل دمج اللاجئين في مجتمعاتنا، ومنحهم حياة عادلة وفرصا متساوية اقتصاديًا واجتماعيًا، وتعزيز الشراكات الدولية الهادفة لوضع استراتيجيات تنموية تستوعب ملايين اللاجئين على مستوى العالم، مشيرة إلى الجهود الوطنية والإجراءات التي تتخذها الدولة لحماية وتمكين اللاجئين والنازحين الذين يستفيدون من كافة الفرص المتاحة دون أي تمييز بينهم وبين المواطنين في مصر، انعكاسًا لالتزام مصر وقيادتها السياسية بالحرص على حماية وتمكين اللاجئين.