الأمم المتحدة تطلب ضمانات أمنية لإيصال المعونات إلى السودان
طالبت الأمم المتحدة الأربعاء بضمانات أمنية "على أعلى مستوى" لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية.
وقال مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيث متحدثًا من بورتسودان في مؤتمر عبر الفيديو مع صحافيين في جنيف، "هذه الالتزامات شرط أساسي للعمل الإنساني على نطاق واسع".
وقال: "نحتاج إلى التزام على أعلى المستويات وبشكل علني جداً، وسيتعين علينا تحقيق هذه الالتزامات عبر اتفاقات محلية"، قبل أن يشير إلى أن ست شاحنات تنقل مساعدات غذائية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعرضت للنهب "في طريقها" إلى دارفور في غرب السودان.
وأضاف: "البيئة إذاً غير مستقرة. وبالتالي نحتاج إلى الالتزامات، أنها أحد الواجبات الملقاة على عاتقي في سياق هذه الزيارة إلى المنطقة".
وزار المسؤول الأممي البارز الأربعاء بورتسودان المدينة الساحلية السودانية التي انسحبت منها الأمم المتحدة منذ 15 أبريل، للاجتماع خصوصاً مع مسؤولي وكالات الإغاثة الإنسانية الرئيسية.
وقال: "أظهرت لي المناقشات التي أجريتها هنا وتلك التي أجريتها في طريقي في نيروبي أن رغبة وإرادة الوكالات الإنسانية للعمل أقوى من أي وقت مضى".
وأوضح أن "الجانب الثاني الذي بدأت العمل بشأنه هنا اليوم هو التأكد من أن لدينا التزامات عامة، أعلنها العسكريون بوضوح، بهدف حماية الأنظمة الإنسانية حتى تتمكن من العمل".
وتصل شحنات المساعدات الإنسانية الأولى بالقطارة إلى البلاد، التي تعد من الأكثر فقراً في العالم حيث كان واحد من كل ثلاثة سكان يعتمد على المساعدات الإنسانية قبل الحرب.
فر مئات الآلاف من الأشخاص من السودان بحثًا عن ملاذ في البلدان المجاورة، معظمهم إلى مصر وتشاد وجنوب السودان.
ورأى غريفيث أن هذا النزوح سيستمر. لكنه أشار إلى أنه "يتعين علينا تقديم المساعدة داخل السودان لتشجيع الناس على عدم المغادرة، ولكي لا يضطروا إلى المغادرة".
وقال "لدينا خطة بشأن المكان الذي يمكننا الانتشار فيه، ولدينا خطة لإيصال الإمدادات".
ولكن لتحقيق ذلك، يحتاج العاملون في المجال الإنساني إلى "ممر" و"جسر جوي"، و "نحتاج إلى أن لا يتم نهب الإمدادات"، قبل أن يوضح أن الأمم المتحدة طلبت من الأطراف المتحاربة "قبول إجراء مناقشات حول جميع القضايا الإنسانية".
وأضاف أن "نهب المخزونات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد ظاهرة مؤسفة جداً".
كما طالب غريفيث بإزالة "العوائق البيروقراطية التي تحول دون إيصال المساعدات للسودان".
وقال "ليس من السهل الحصول على تأشيرات أو تصاريح انتقال. لقد واجهت بنفسي بعض الصعوبات في الحصول على التأشيرات، لكن أشخاصًا آخرين، وخصوصاً المنظمات غير الحكومية الدولية، قالوا لي اليوم إنهم يحتاجون حقًا إلى المساعدة في هذا المجال".
ودعا غريفيث المجتمع الدولي إلى التحرّك لتمويل نداء بقيمة 1,7 مليار دولار للسودان، أطلق قبل التصعيد الحالي، وجمع حوالى 200 مليون دولار.