النوم المفقود!
منذ انتهاء شهر رمضان الفضيل، ولم تتوقف شكاوى الناس من إصابتهم بالأرق وقلة النوم أصبحت السمة الغالبة للكافة، وزادت الشكوى بعد تطبيق التوقيت الصيفي وتقديم الساعة مما اعتبره أصحاب الشكوى لغبطة في نظام الساعة البيلوجية للإنسان، وتحولت الشكوى إلى حالة هلع بعد الرحيل المفاجئ للفنان مصطفي درويش رحمه الله رحمة واسعة، والذي كتب قبل رحيله بساعات أنه لا ينام مطلقًا مما اعتبره الناس سبببًا لوفاة النجم الشاب.
ويبدو أن قلق الناس من قلة النوم له مبرره لخطورته على الصحة العامة، بغض النظر عن أسباب وفاة الفنان مصطفي درويش التى يمكن أن يكون لها أسباب أخرى أو قد تكون دون أسباب، فالموت أجل حدده الله سبحانه وتعالى وليس شرطًا أن يكون له أسباب مباشرة.
في هذا المقال حاولت أجاوب عن بعض الأسئلة التى تدور حول النوم، وإن كنت غير متخصص لكن بالبحث عن مصادر علمية أستطيع أن أفيد الأعزاء القراء ببعض المعلومات العلمية لعلنا نكون سببًا في تخفيف حدة القلق التى أصابتنا.
فمن حقنا الشعور بالقلق من قلة ساعات النوم لتأثيرها على أجهزة الجسم ووظائفه، أولها التأثير على الجهاز المناعي، فتؤكد الدراسات أن الأشخاص الذين لا ينامون بشكل جيد يضعف لديهم الجهاز المناعى بشكل أكبر؛ مما يعرضهم للإصابة بالأمراض المعدية كالإصابة بفيروس البرد أكثر من غيرهم.
فأثناء النوم يطلق الجهاز المناعي لجسم الإنسان بروتينات تساعد على تعزيز النوم، ويحتاج الجسم الى زيادة تلك البروتينات عند التعرض للعدوى أو الالتهاب أو عندما نكون تحت ضغوط يومية، وبالطبع يقل إفراز تلك البروتينات عندما تقل ساعات النوم ويزداد معها خطر الإصابة بأمراض السمنة والسكرى والقلب.
أما أسباب قلة النوم فهى عديدة ومتنوعة ولا يمكن أن يكون لها سبب واحد، والشائع منها هو الإفراط في تناول أنواع مختلفة من الأدوية خاصة المضادة للاكتئاب وأدوية الأمراض المزمنة كالربو والقلب وضغط الدم،إضافة إلى الإفراط فى تناول الكافيين والنيكوتين والكحوليات وتلعب الشيخوخة دورًا في أسباب اضطراب النوم، بما فيها ما يعرف بالشيخوخة المبكرة.
أيضا تغير الساعة البيولوجية للجسم تتسبب فى تقليل ساعات النوم مما ينعكس على الحالة العصبية للإنسان، فيصاب بالاكتئاب وفقدان التركيز المصحوب بالصداع وآلام الرأس ويزيد من الشعور بالنعاس والكسل وقد يؤدي إلى إرتفاع في ضغط الدم، الذي يزيد من خطر الإصابة بأزمات القلب أو الجلطات أو إحداث مشاكل في الكليتين.
والسؤال المهم هو ما الوقت الذي يحتاج إليه الإنسان من النوم لتفادى كل تلك المشاكل.
الدراسات العلمية تؤكد أن الإنسان الطبيعي يحتاج لأوقات تتراوح ما بين 6 و 10 ساعات نوم يوميًا، تختلف من إنسان لآخر حسب عمره وحالته الصحية، فيحتاج الشباب البالغين ما بين 6و8 ساعات من النوم الجيد كل ليلة.
ويحتاج الأطفال في سن المدرسة إلى حوالى 10 ساعات أو أكثر من النوم. تقل هذه المدة كلما تقدم الإنسان في العمر ويمكن أن تصل عند كبار السن إلى 4 ساعات فقط وتكون كافية لهم.
وتفيد دراسة نشرت في مجلة القلب الأوروبية، أن الوقت المناسب لحماية القلب هو الخلود للنوم بين الساعة 10 و11 ليلاً، لكن الوقت المثالى لأى إنسان هو عندما يشعور بالنعاس أيًا ما كان الوقت وتكون أكثر ساعات النوم خطورة هى ساعات بعد منتصف الليل، التى تؤدى إلى حرمان الجسم من إمكانية رؤية ضوء الصباح.
الأهم من ذلك كله هو إن لذة الحياة تأتي من الإيمان بالله تعالى وطاعته وفعل الخير والابتعاد عن المعاصي، وهذا أساس شعور الإنسان الطبيعي بطمأنينة في القلب وسكينة في النفس.