تبعات استشهاد الأسير «خضر عدنان».. هل يندلع تصعيد بين إسرائيل وغزة؟
تشهد الحدود بين قطاع غزة المحاصر والمستوطنات الإسرائيلية حالة من التوتر، اليوم الثلاثاء، بعد إطلاق رشقات صاروخية تجاه منطقة الغلاف، وقصف مدفعية الجيش الإسرائيلي لعدة مواقع.
وأطلقت نحو 22 صاروخًا من غزة تجاه مستوطنات الغلاف، حيث أصابت منزلًا بشكل مباشر في مستوطنة سديروت، كما تضررت عدة سيارات، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلي.
إطلاق 22 صاروخًا من غزة
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن أنه تم اعتراض 4 صواريخ من إجمالي 22 صاروخًا تم إطلاقها من قطاع غزة، فيما سقط 16 صاروخًا في مناطق مفتوحة، كما تم تفعيل بطاريات منظومة القبة الحديدية الصاروخية على حدود القطاع المحاصر.
وقالت منظمة نجمة داود الحمراء الإسرائيلية إن هناك 6 إصابات في سديروت، بينهم عمال أجانب، جراء إطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه المستوطنة، مؤكدةً أن بينهم إصابة حالتها حرجة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ قصفًا مدفعيًا ضد عدة مواقع داخل قطاع غزة، صباح اليوم، ردًا على إطلاق صواريخ تجاه مستوطنات الغلاف.
استشهاد خضر عدنان داخل السجون الإسرائيلية
ويأتي ذلك التوتر الأمني على الحدود بين غزة وإسرائيل بعد استشهاد الأسير خضر عدنان، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد 86 يومًا من الإضراب عن الطعام، حيث كان رهن الاعتقال الإداري، وهو أحد نشطاء حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.
وبعد إعلان إسرائيل عن استشهاده، أُطلقت ثلاثة صواريخ من غزة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، تجاه مستوطنات الغلاف وبعدها بدأ تبادل القصف وإطلاق الصواريخ بين القطاع المحاصر والجيش الإسرائيلي.
وفي بداية التوتر، صدرت توصيات أمنية إلى المستوطنين الإسرائيليين في منطقة غلاف غزة بالبقاء قرب الملاجئ، وذلك خشية اندلاع تصعيد واسع خلال الساعات القليلة المقبلة.
وكذلك، أُلغيت كافة الأحداث والمناسبات والفعاليات الثقافية في مستوطنات غلاف قطاع غزة، بالإضافة إلى توجيه قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليمات بوقف الدراسة في كلية «سابير» بسبب الأوضاع الأمنية.
تقييمات أمنية إسرائيلية مستمرة
وعقد يوآف جالانت وزير الجيش الإسرائيلي، جلسة تقييم أمني مع هيرتسي هاليفي رئيس الأركان الإسرائيلي، حيث قال جالانت: "كل من يحاول إيذاء الإسرائيليين سوف يندم على ذلك".
وبعد انتهاء تلك الجلسة، أفادت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأنه لم يعد الإسرائيليون في الغلاف بحاجة إلى البقاء قرب الملاجئ، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وبحسب تعليمات الجبهة الداخلية الإسرائيلية: "عند تلقي تحذير، يجب الدخول إلى المنطقة المحمية والبقاء هناك لمدة 10 دقائق"، بينما أبقت مجالس المستوطنات الإسرائيلية على قرار إلغاء الفعاليات الثقافية والمناسبات حتى إشعار آخر.
من جانبه، بدأ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، في هذه الأثناء، جلسة تقييم أمني طارئة، لبحث التقديرات الأمنية بشأن إطلاق نحو 22 صاروخًا من قطاع غزة تجاه مستوطنات الغلاف، ومدى التأهب داخل المستويات الأمنية.
التقديرات الأمنية الإسرائيلية
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن المستوى الأمني يتأهب لإطلاق صواريخ من الشمال، عبر الحدود مع لبنان، بينما تسود حالة هدوء حذرة على الحدود مع قطاع غزة المحاصر.
من جانبها، تدرس المنظومة الأمنية الإسرائيلية تسليم جثمان خضر عدنان، لاحتواء إمكانية اندلاع موجة من التصعيد الأمني على حدود غزة، وكذلك منع تصاعد حدة الصدامات بين الأسرى الفلسطينيين والضباط الإسرائيليين داخل السجون الإسرائيلية.
وشهد سجن «عوفر» الإسرائيلي وقوع اشتباكات بين الأسرى الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، حيث سكب أحد الأسرى المعتقلين، الزيت المغلي، على أحد الجنود الإسرائيليين، وسط تهديدات من غالبية الأسرى داخل مختلف السجون الإسرائيلية بتصعيد المواجهات والإضراب عن الطعام.