منها "البؤساء".. 5 روايات كلاسيكية أحبها القراء ولم تنل إعجاب النقاد
فشلت بعض الأعمال الكلاسيكية الشهيرة في نيل إعجاب النقاد رغم ارتباط الكثير من القراء بها ونفاد نُسخها المطبوعة في أسرع وقت، فتلقت مراجعات سلبيّة بشكل كامل أو جزئي من النقاد وقت ظهورها.
وبمرور الوقت، غالبًا ما كان النقاد يتراجعون عن مراجعتهم السابقة ويعبرون عن تقديرهم لهذه الأعمال.
ومن إرنست هيمنجواي إلى فيكتور هوجو؛ ألقى موقع “big think” الضوء على خمسة أعمال من الكلاسيكيات الأدبية التي حققت نجاحًا سريعًا، ولكن ليس مع النقاد.
"الشمس تشرق أيضًا" لـ إرنست هيمنجواي
تتتبع الرواية المغتربين الأمريكيين والبريطانيين في أوروبا بالعشرينات، وتستكشف الوضع الذي واجه هذا الجيل في عالم تغير إلى الأبد بسبب الحرب العالمية الأولى وظهور الحداثة.
تم بيع الكتاب بسرعة، وطلب طباعة ثانية بعد شهرين من النشر، واعتبره العديد من النقاد أحد أفضل أعمال إرنست هيمنجواي لكن البعض الآخر لم يكن مقتنعًا بالرواية.
أيضًا، كانت عائلة همنغواي مستاءة من الروابة إذ كتبت له والدته للتعبير عن استيائها قائلة "كل صفحة تملأني بنفور شديد".
في حين أن القراء المعاصرين يميلون إلى أن يكونوا أكثر تفضيلًا للرواية، فإنهم غالبًا ما يعترضون على تصوير الشخصيات اليهودية والمثلية الجنسية والنساء.
"مائة عام من العزلة" لـ جابريل جارسيا ماركيز
تتتبع "مائة عام من العزلة" سبعة أجيال من عائلة بوينديا في كولومبيا. تمزج الرواية ما بين الواقعية السحرية والأحداث في التاريخ الكولومبي، وتستكشف أفكارًا عن التاريخ والوقت والعزلة والمصير والإرادة الحرة والنخبوية.
نشرت الرواية في عام 1967، وأثبتت أنها تتمتع بشعبية كبيرة، كما عززت الرواية من حصول ماركيز على جائزة نوبل في الأدب والثناء عليه باعتباره "أعظم كولومبي عاش على الإطلاق".
مع ذلك، كان الكثير من الاستقبال النقدي الأولي لروايته سلبيًا، فقد جادل الأديب الانجليزي أنطوني بيرجس بأنه لا يجب "مقارنتها بالاستكشافات الأدبية الحقيقية لبورخيس ونابوكوف".
ولكن، يمكن القول إن المراجعات الإيجابية قد انتصرت، إذ تعتبر "مائة عام من العزلة" الآن من الأعمال الكلاسيكية لأدب أمريكا اللاتينية وأحد أفضل الأمثلة على الواقعية السحرية.
"عناقيد الغضب" لـ جون شتاينبك
تتابع رواية "عناقيد الغضب "عائلة من أوكلاهوما خلال فترة الكساد الكبير بعد تدمير مزرعتهم وانضمامهم إلى آلاف الأشخاص المتجهين غربًا إلى كاليفورنيا، التي نظروا إليها كأرض تفيض من الحليب والعسل، ومع ذلك، فقد وجدوا مشاكل جديدة بمجرد وصولهم. كانت الرواية هي الأكثر مبيعًا لعام 1939، وقد أدت شعبيتها إلى تحويلها إلى فيلم في العام التالي من إخراج جون فورد وبطولة هنري فوندا.
انقسمت ردود الفعل على الرواية، فقد تم حرق نسخ من قبل أولئك الذين شجبوا شتاينبك باعتباره شيوعيا، وجادل أحد أعضاء الكونغرس بأن الرواية لا تكشف سوى الفساد التام والابتذال والعقلية المتدهورة للمؤلف.
كان شتاينبك منزعجًا بشكل خاص من النقاد الذين ادعوا أنه كذب بشأن الظروف التي تحدث عنها.
وفي حين أن المراجعات السلبية العرضية لا تزال تظهر، فإن الرواية تعتبر اليوم من كلاسيكيات الأدب الأمريكي، وفازت بجائزة بوليتزر وتم الاستشهاد بها كأحد عوامل منح شتاينبك جائزة نوبل.
"أن تقتل طائرا بريئًا" لـ هاربر لي
تسرد الرواية قصة الدفاع عن رجل بريء في كل من محاكم القانون والرأي العام من خلال عيون ابنته، ويستكشف العمل أسئلة العرق والطبقة وأدوار الجنسين وفقدان البراءة بطريقة لاقت صدى لدى القراء منذ نشرها في عام 1960.
أعادت مجلة "ريدرز دايجست" طباعة الرواية وحصلت على عدد كبير من القراء منذ البداية، وتشير التقديرات إلى بيع 30 مليون نسخة من العمل، وهو من الأعمال الأمريكية المفضلة لكثير من القراء.
في حين أن المراجعات الحديثة للكتاب إيجابية بشكل عام، كانت المراجعات المبكرة غير ذلك، فقد اعتبر مؤلف القصة القصيرة فلانيري أوكونور الرواية "كتابًا للأطفال"، وكان مرتبكًا من عدد الأشخاص الذين أشادوا بها باعتبارها أدبًا للبالغين.
أيضًا، فإن الروائي جرانفيل هيكس اعتبر الرواية "ميلودرامية ومفتعلة"، ووجدت مراجعة نُشرت في The Atlantic أن ميل الفتاة الصغيرة في الرواية للتحدث كشخص بالغ "غير قابل للتصديق".
"البؤساء" لـ فيكتور هوجو
تقدم رواية "البؤساء" لفيكتور هوجو قصة ملحمية مع العديد من الحبكات الفرعية، إذ تركز الرواية على قصة جان فيلجان وهو يحاول التغلب على ماضيه الإجرامي.
كان هوجو بالفعل اسمًا مشهورًا بفضل روايته "أحدب نوتردام"، وبالتالي انتشرت روايته "البؤساء" على الفور وترجمت من الفرنسية إلى عدد من اللغات الأخرى بعد وقت قصير من إصدارها.
على الرغم من الترقب الشديد للعمل، فإن المراجعات النقدية الأولية كانت سلبية، فقد وصفها الروائي الفرنسي جوستاف فلوبير بأنها "طفولية" وتوقع أنها ستنهي مسيرة هوجو، فيما أشاد الشاعر تشارلز بودلير بأجزاء من الرواية وإن كان قد رفضها عمومًا ووصفها بأنها مثيرة للاشمئزاز.