"جى كى رولينج".. من أم مطلقة يطاردها شبح الانتحار إلى أشهر كاتبة فى العالم
مع سبعة كتب ناجحة ورائجة على نطاق واسع حول العالم، أصبحت الكاتبة جي كي رولينج، واحدة من أكثر الشخصيات إلهامًا للكثيرين، فقد باعت سلسلة قصتها "هاري بوتر" أكثر من 450 مليون نسخة، وتم ترجمتها بما يقرب من 80 لغة مختلفة حول العالم.
وفي غضون عشر سنوات، من ظهور أول رواية لها على رفوف المكتبات، جمعت رولينج ثروة تقدر بملايين الدولارات وأصبحت واحدة من أنجح الكتاب في العصر الحديث.
ما حكاية جي كي رولينج؟
وُلدت الكاتبة البريطانية، في يوليو عام 1965، ووالدها هو بيتر جيمس رولينج، مهندس طائرات، وتلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة سانت ميشيل الابتدائية، ثم نالت شهادة الدراسة الثانوية من الثانوية.
والتحقت بجامعة إكستر، ودرست الأدب الفرنسي، وقالت رولينج للطلاب في جامعة هارفارد عام 2008: "كنت مقتنعة بأن الشيء الوحيد الذي أردت القيام به هو كتابة الروايات، ومع ذلك، اعتبر والداي، وكلاهما من خلفيات فقيرة ولم يلتحق أي منهما بالجامعة، أن خيالي المفرط في النشاط كان بمثابة نزوة شخصية مسلية لن تدفع أبدًا أموال رهنًا عقاريًا أو تؤمن معاشًا تقاعديًا لأحد".
لم تعش رولينج، حياة مفروشة بالورود، وإنما حينما كانت رولينج في الخامسة عشرة من عمرها، تم تشخيص والدتها بمرض التصلب المتعدد، وتوفيت بعد عدة سنوات، قبل أن ترى رولينج كاتبة منشورة.
وفي العشرينات من عمرها، انتقلت رولينج، إلى بورتو بالبرتغال، ودرّست اللغة الإنجليزية للطلاب، وهناك التقت وتزوجت الصحفي التلفزيوني البرتغالي خورخي أرانتس وأنجبت طفلتها، جيسيكا، وفي نوفمبر من عام 1993، انفصل الزوجان.
بعد الطلاق، وبدون وظيفة، أفرغت رولينج همها في الكتابة، فزارت مقاهي إدنبرة المختلفة لكتابة روايتها الأولى على آلة كاتبة، وكثرًا ما كانت تصطحب معها جيسيكا، التي كانت تنام في عربة الأطفال بجانبها.
التفكير في الانتحار
لم تكن فترة سهلة بالنسبة لرولينج، ففي مقابلة لها عام 2008 مع صحيفة صنداي تايمز، قالت الكاتبة الشهيرة إنها كانت مكتئبة بشدة وطلبت المساعدة، قائلة: "نتحدث هنا عن أفكار انتحارية، ولا نتحدث عن إنني بائسة بعض الشيء"، مضيفة: "كانت ظروف الحياة في منتصف العشرينات من العمر سيئة وأنا حقًا انهرت".
وكشفت رولينج لصحيفة التايمز: "من تجربتي الخاصة، الاكتئاب هو أكثر الأشياء غير السارة التي مررت بها على الإطلاق"، كما حضرت رولينج الكثير من الجلسات العلاجية للتعافي من اكتئابها.
وقعت قصتها الأولى مع ناشر صغير تحت اسم مستعار
في عام 1995، كتبت جيه كيه رولينج المخطوطة النهائية لكتابها الأول لكنها كانت تفتقر إلى الأموال والإمكانيات لنشرها أوالترويج لها بشكل مستقل، فعرضت قصتها على 12 مطبوعة ودار نشر، لكنهم رفضوا جميعًا فكرة كتابها هاري بوتر.
بعد عام، أبرمت رولينج صفقة صغيرة لطباعة 500 نسخة من "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" مع شركة بلومزبري، وهي شركة نشر حديثة العهد نسبيًا، وحصلت على 2500 جنيه إسترليني مقدمًا.
توقع الناشر أن الأطفال، قد لا يرغبون في قراءة الكتب التي كتبها امرأة، لذلك اقترح عليها اختيار اسم مستعار بحرفين من الأحرف الأولى، يرمز الحرف "J" إلى اسم جوان، وهو اسمها الحقيقي، واختارت حرف "K" المستوحي من اسم جدتها لأبيها، وهي "Kathleen".
النجاح لا يأتي صدفة
يأتي النجاح الحقيقي بعد سلسلة من الإخفاقات والتجارب والصعوبات والتحديات، فتم بيع كتابها "هاري بوتر وغرفة الأسرار"، وهو الكتاب الثاني في السلسلة، في المملكة المتحدة في يوليو من عام 1998، وحقق أيضًا إشادة ومبيعات ضخمة، وفي أكتوبر، أعلنت رولينج أنها وقعت صفقة كبيرة، مع شركة وارنر براذرز لتحويل الكتب إلى أفلام.
وبمررو الوقت، أصبحت كتبها من الكتب الأكثر مبيعًا، وتم نشر المزيد من الكتب لها بسبب الطلب وحب الكثيرين لعالم "هاري بوتر"، واليوم هو عبارة عن سلسلة من سبعة كتب، تم نشرها من عام 1997 إلى عام 2007، وقد حازت الكتب على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، وتعرف JK Rowling اليوم بأنها واحدة من أشهر وأغنى المؤلفين وأكثرهم تأثيرًا في العصر الحديث.