مفاوضات برعاية أممية.. هل تتوقف الحرب في السودان؟
تلوح في أفق السودان، بوادر عن انتهاء القتال، والذهب نحو المفاوضات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، رغم الخروقات التي ترتكبها الأخيرة، خصوصا أنها في حالة ضعف وتبحث عن خروج آمن، حسبما يرى مراقبون وخبراء سودانيون.
وأعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، الإثنين، أن الطرفين المتحاربين في السودان اتفقا على الدخول في مفاوضات، لإيجاد حلول للحرب الدائرة بينهما منذ 3 أسابيع.
وذكر بيرتس لوكالة أسوشيتيد برس أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقا على إرسال ممثلين للمفاوضات، التي من المحتمل أن تكون في المملكة العربية السعودية.
وأوضح بيرتيس، أن المفاوضات ستركز في البداية على التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وموثوق ومراقب محليا ودوليا، وأضاف أن "التفاصيل التقنية للمفاوضات ما تزال قيد الإعداد.
خروج آمن
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة إفريقيا الدكتور محمد خليفة صديق، أن التفاوض مهم جدا في هذه المرحلة، بما يجعل الطرفين يتحسسان أهدافهما، ويمثل خروجا آمنا للطرف الضعيف، وما نراه اليوم، هو أن الطرف الأقوى يتمثل في الجيش السوداني.
وقال صديق في حديثه لـ"الدستور": ولهذا ربما يبحث قادة الدعم السريع عن التفاوض لتأمين خروج آمن لما تبقى من قواته، ويلملم جراحه، خصوصا أن مستقبله أصبح مظلما، لأنه متهم بالتمرد على الدولة، وهي جريمة عقوبتها في القانون العسكري معروفة.
وأضاف أن قوات الدعم السريع في أضعف حالاتها، وقد يكون التفاوض مفيدا لها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وتابع بقوله: ربما تصل الأمم المتحدة لاتفاق مبدئي، وبعد الآن قد يصل الطرفان لهدنة دائمة، ووقف العداء، والوصول لوقف دائم لإطلاق النار، ومحاولة خروج قوات الدعم السريع بأقل الخسائر، ومعالجة آثار التمرد بشكل أو بآخر.
سيناريو متفرد
وأشار أستاذ العلوم السياسية السوداني، إلى أن الأمم المتحدة والدول الخارجية الأخرى، كانت ترى الدعم السريع جزءا من المشهد، ومكونا من مكونات السياسة السودانية، لكن هذا الأمر لم يعد صحيحا بعد الآن، خصوصا بعد التمرد على القوات المسلحة وتعريض أمن الناس للخطر.
وأوضح أن احتواء الصراع ممكن، مستبعدا تكرار توجد سيناروهات اليمن أو ليبيا، لأن حالة السودان مختلفة، فنحن أمام تمرد لميليشيات حاولت السيطرة على الدولة، بعكس الحالة اليمنية حين سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء، وعدد من المدن، كما أن العقيدة الوحيدة لقوات الدعم السريع هو قائدها، وغيابه في أي لحظة سوف يتسبب في انتهائها.
ونوه صديق، بأن كل الولايات السودانية سلمت، وأعلنت انحيازها للقوات المسلحة، ولذلك فإن "الدعم السريع" لا تستطيع التقدم في الميدان، ولكن تكتفي بممارسة حرب المدن، في مناطق محدودة من العاصمة، وحرب المدن طويلة، والجيش بحكم أنه جيش الشعب لا يستطيع قتل المدنيين في البيوت.
واختتم تصريحاته بالقول، إن قوات الدعم السريع اقتحمت المؤسسات، وفتحت السجون لإشاعة الفوضى، واستولت على المؤن، ونهبت البنوك والمؤسسات والشركات، وهذا شأن الميليشبات غير المنضبطة. متوقعا استسلام هذه القوات مقابل الحصول على خروج آمن.