قانون حيازة جديد.. هل يحكم فوضى الكلاب الضالة فى مصر؟
تمتلئ شوارع منطقة المطرية شمال القاهرة بالكلاب الضالة، التي لا يمر يوم حتى تعقر أحد المارين، ففي الشتاء الماضي كان حسام، شاب ثلاثيني، أحد ضحاياها، كاد أن يدفع حياته ثمنا لأحد الكلاب الضالة المملوكة لصاحب ورشة يقطن في المنطقة، وعقره.
قال: "الكلب مكنش متطعم والعقر كان شديد جدًا، والجرح كبير، واضطريت أروح مستشفى المطرية عشان آخد مصل، والدكتور خيط الجرح وطهره بالماء، وحدد موعد كورس حقن السعار، كانت حوالي 21 حقنة متتالية".
قانون حيازة الكلاب الضالة
حسام هو أحد ضحايا الكلاب التي لا يتم تطعيمها من قبل أصحابها، وهو ليس الأول أو الأخير، لذلك قام البرلمان المصري بالعمل على قانون يخص حيازة الكلاب، واتساقًا مع ذلك، قال أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن هناك فوضى كبيرة في اقتناء الكلاب، كما أن هناك خطورة بالغة فيما يخص انتشار الكلاب الضالة.
وأشار إلى أن مناقشات عديدة أجريت مع الأطراف المعنية بخصوص مواجهة هذه المخاطر، لافتًا إلى أن القانون الذي وافق المجلس على إحدى مواده هو الأول من نوعه الذي يعالج وينظم حيازة الحيوانات الخطرة، مشيرًا إلى أن الحيوانات الخطرة يُحظر حيازتها باستثناء بعض الجهات، مثل المراكز البحثية والجامعات والجيش والشرطة.
ونوه بأن هناك جزاءات رادعة حال مخالفة القانون وحيازة تلك الحيوانات الخطرة، وتحديدا الكلاب، محذرا من أن الفوضى في هذا المجال تحولت إلى ثقافة، إذ يفرض القانون على صاحبه ألا يقل من يصطحب الكلب في الشارع عن 18 سنة، وأن يرتدي الكلب كمامة، ويتم تطعيمه.
حسام: "عشت أيامًا عصيبة بسبب الكلب"
أخذ حسام جدولا به مواعيد الأمصال لمدة 6 أيام، إلا أن جرحه ازداد سوءًا خلال تلك المدة دون أن يعرف لماذا، وحين أعاد الكشف الطبي قال له الطبيب إن الجرح غائر ولا بد من فتحه وتنظيفه مرة أخرى.
قال: "فتحوا الجرح من تاني وتم تطهيره لحد ما أصبح غائر عشان يتأكدوا إن الجرح نظيف ومفيش أي تلوث، وبدأت كورس جديد من الأمصال، والدكتور قال لو تم اكتشاف أي تلوث في الجرح هنعيد كل دا، وعشت أيام صعبة بسببه".
6.5 مليون كلب ضال و100 حالة عقر
يصل عدد الكلاب الضالة في مصر إلى 6.5 مليون كلب ضال، وفق اتحاد جمعيات الرفق بالحيوان، في وقت ينجب فيه كلب الشارع من 8 إلى 10 كلاب في الولادة الواحدة، بينما بلغ عدد الوفيات نتيجة العقر 100 حالة عام 2019، فيما وصل عدد بلاغات العقر الناتجة من الكلاب الضالة إلى ما بين 400 و450 ألف بلاغ سنويًا.
وقد أعلنت وزارة الصحة، في وقت سابق، عن أن حالات العقر المسجلة خلال السنوات الماضية تتزايد بنسبة 20% سنويًا، وتبلغ تكلفة توفير الأمصال 146 مليون جنيه سنويًا.
عامر عقره كلب والأمصال لم تكن متوافرة
بينما عامر أحمد، شاب آخر، يقطن في منطقة المرج التي تشتهر بانتشار الكلاب بها، سواء الضالة أو التي يبتاعها أصحابها، يقول: "كل يوم فيه طفل بيتم عضه من الكلاب دي، لأن أصحابها خدوها من الشارع بدون تطعيم، وهي مليانة في الشوارع".
عقر عامر كلب ضال أثناء عودته من عمله، لم يكن بحيازة أحد، إلا أنه كان مسعورًا، فذهب إلى الوحدة الصحية في منطقة المرج من أجل أخذ المصل الخاص بالسعار وعقر الكلاب والقطط: «خدت المصل وجدول معاه بمواعيد الأمصال لمدة شهر وصلت إلى 21 حقنة».
قال: "كانت تجربة مريرة عشت وقتها مع الخوف من الإصابة بالسعار، لأن بعض الأمصال لا تكون متوافرة في الوحدات الصحية أو المستشفيات، والتخلف عن أحد الأيام كان يهدد حياتي أو الإصابة بالسعار القاتل في كل الأحوال".
عاش أحمد أياما ولحظات من الخوف حتى قام بعمل تحليل دم عقب الانتهاء من الكورس، وتبين خلو دمائه من سائل اللعاب وعدم وصوله إلى خلايا المخ: "عقر الكلب لإنسان أصبح مساويا للموت، غير أعراض التعب زي السخونية والهمدان وغيرهما".