حصاد محصول القمح يرسم البسمة على وجوه المزارعين (صور)
يوم شاق لكنه مكللا بالأفراح، وينتظره الفلاح كل عام ليحصد ما زرع، وتقر به عيناه، ويعم الخير عليه وعلى أهله وأحبائه.
تحت الغبار المتناثر والشمس الحارقة يصطف الجميع حول ماكينة "درس القمح" دون استثناء فهو يوم عيد يدخلون أعواد القمح وسنابله داخل الماكينة لتخرج من الجهة الأخرى حبيبات قمح والمخلفات من "التبن" ليفرج هذا اليوم الضوائق المالية، والوعود المؤجلة ويعم الخير على الجميع.
يقول محمد هادي أحد المزارعين، إن يوم حصاد القمح هو يوم مشهود، يقف الجميع من أبناء البيت الواحد فيه ومن الجيران والأقارب، من يعمل بالزراعة ومن ليس له صلة بها، والجميع ترتسم البسمة على وجوههم، فمنذ أن كنا أطفال وابائنا واعمامنا يربطون كل انجاز بهذا اليوم، فالابن الذي يريد الزواج ينتظر حصاد القمح لكي يستكمل تكاليف زواجه، وكذلك أيضا الفتاة التي تتجهز للزواج تنتظر هذا اليوم من أجل شراء ما تحتاجه، ومن لديه بيت قديم يسعى لهدمه وإعادة تشييده من جديد ينتظر هذا الموسم فهو موسم خير.
وأشار إلى أن المزارع يكون في هذا اليوم كالطالب الذي جد واجتهد خلال العام وينتظر ثمرة نجاحه، وأن يرى ما بذله من مجهود لم يضيع هباء، فبقدر ما تعطي تأخذ فمن يهمل في زرعته ويتكاسل عن رعايتها، فيأتي في هذا اليوم خاسئا حزينا فكما يقول الأسلاف من جد وجد ومن زرع حصد.