فى ذكرى وفاته.. كاتب الكوميديا يوسف عوف: لهذا اخترت الأدب الساخر
تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الساخر الشهير يوسف عوف، الذي قدّم العديد من الأعمال الشهيرة في الإذاعة والتليفزيون والمسرح والسينما، ففي الإذاعة قدم مجموعة من البرامج الشهيرة أداءً وتأليفًا منها "ساعة لقلبك" و"صواريخ" و"عصابة أبو لمعة" و"ذات الحذاء الخشبي"، كما قدم للإذاعة برنامجًا فكاهيًا بعنوان "مش معقول".
أنشأ عوف فرقة "ساعة لقلبك" المسرحية كفرقة منوعات استعراضية، فكتب بعض مسرحياتها وأخرجها واشترك في التمثيل بها، وفي التليفزيون قدم مجموعة من البرامج الاستعراضية والفكاهية تأليفًا وتمثيلًا منها "مجلة التليفزيون" و"ع الهوا" و"شط النيل" و"وراء الستار".
أما في السينما فقد كتب أعمالًا منها "العمياء" و"خياط النساء" و"أكاذيب حواء"، وفي المسرح كتب "هاللو شلبي"، و"سري جدا" و"الفك المفترس" و"راقصة قطاع عام".
الأدب الساخر
في حديث له مع جريدة "مايو" نشر في 22 مارس 1999، تحدث الكاتب الساخر يوسف عوف عن أسباب اختياره للأدب الساخر في الكتابة قائلًا إن اختياره بدون وعي، وأن الساخر يحمل داخله عكس ما يتصور البعض كمًا هائلًا من المرارة.
وتابع: "أحب أن أوضح أن كل سخرية كوميديا ولكن ليس كل كوميديا سخرية، كل أدب ساخر يجلب الضحك الهادف ولكن ليس كل كوميديا تحمل مضمونًا أو هدفًا، والمصريون بطبعهم يميلون إلى السخرية ولذلك وجدت كتبي وأعمالي صدى طيبًا لدى الناس".
قال عوف: "إذا كان بعض النقاد يعيبون على المبالغة، فأنا أقول لا بد للسخرية أن تحمل قدرًا من المبالغة لكي تكون مضحكة ومؤثرة ولكن المبالغة في حدود، وأعترف أن سخريتي تجرح ولا تدمي، ومهما كانت السخرية التي أكتبها تغضب البعض إلا أن بعض النقاد قالوا عنها إنها سخرية عذبة أو رقيقة".
السخرية في الأدب العالمي
فرّق عوف بين السخرية في المقال وسخرية الأدب، قائلًا: "هناك كثير من الأدباء استخدموا السخرية وبدرجات متفاوتة من العذبة للجارحة ومنهم بيرم التونسي وعبدالقادر المازني ومحمود السعدني، ولا بد أن نفرق هنا بين سخرية المقال وسخرية الأدب والدراما، فالمقالة الساخرة تتطلب كتاب المقال أمثال أحمد رجب وحسين شفيق المصري ومحمد عفيفي".
وأضاف: أما كتاب الأدب والدراما الساخرة فأنا واحد منهم وقد قدمت من هذا اللون أعمالًا ناجحة مثل "ساكن قصادي"، و"راقصة قطاع عام"، و"عالم عيال عيال".
وأشار عوف إلى أنه أعجب بالسخرية في الأدب العالمي مثل كتابات جوجول وموليير وبرنارد شو، ولكن المصري الفصيح كان أسبق منهم حيث وجدت على جدران المعابد الفرعونية رسومًا وحكايات كاريكاتيرية، ولكن ليس لنا تراث أدبي درامي كتراث اليونان والإغريق.
وعن هدفه من استخدام أسلوب التهكم والسخرية، قال: "إنني أرى أنه أسلوب يكشف ويعري ويلقي الضوء على الشذوذ والانحرافات والسلبيات والشخصيات غير السوية، فأنا أكشف الخلل وعلى الآخرين أن يتداركوا الأمر وهم رجال المجتمع والاقتصاد والدين والتعليم والسياسة والصحة وعلم النفس".