الروائي الياباني هاروكي موراكامي: لا يمكنك الكتابة إذا كنت تفكر كثيرًا
لا يعد الروائي هاروكي موراكامي من أبرز أدباء اليابان في الوقت الراهن، بل إنه من أبرز أدباء العالم إذ صار صدور عمل جديد له حدثًا يسترعى انتباه القراء من مختلف الدول.
بعد أن أصدر موراكامي عمله الأحدث "المدينة وأسوارها الغامضة" منذ أيام، عقب غياب ست سنوات منذ آخر عمل صدر له، أجرى موقع Nikkei حوارًا معه، وقد تطرق الحوار إلى بعض من أفكار موراكامي حول الكتابة بصفة عامة ومنها سبب اتجاهه إلى إعادة كتابة بعض أعماله القديمة مرة أخرى، والعناصر الرئيسية في كتاباته، وتأثير الأحداث العالمية على كتاباته.
إعادة كتابة أعمال قديمة
كان موراكامي قد أعلن أن روايته الأحدث "المدينة وأسوارها الغامضة" هي إعادة كتابة لنوفيلا قديمة نشرت في مجلة أدبية في العام 1980.
وكشف الحوار الذي أجري معه أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يراجع فيها موراكامي عملًا سابقًا. إذ كانت روايته "بلاد العجائب القاسية ونهاية العالم" هي إعادة كتابة لعمل سابق.
حول ذلك قال موراكامي: في ذلك الوقت، كانت مهاراتي في الكتابة محدودة، واضطررت إلى كتابة الروايات في حدود مهاراتي. كانت عملية التخلص من هذه القيود عنصرًا مهمًا لكتابتي في هذا الوقت، لكنني لم أكن في وضع يسمح لي بكتابة الروايات كما أردت حقًا.
منذ العام 2000، وهو الوقت الذي كتب فيه موراكامي عمله "سيدني"، وهو عمل غير روائي عن أولمبياد سيدني، بدأ موراكامي يكتب بالطريقة التي تمناها. بعد الإصدارات اللاحقة لروايات مثل "كافكا على الشاطئ" و"1Q84"، شعر موراكامي بأنه على استعداد لمهمة إعادة النظر في عمله الآخر "المدينة وأسوارها الغامضة".
فكرة السور
ثمة العديد من العناصر التي تتكرر في أعمال موراكامي ومنها "الأسوار". تأتي الأسوار بأشكال عديدة في كتابات موراكامي.
وعن هذا قال: هناك سور بين الوعي واللاوعي، وبين الواقع والوهم. هناك أيضًا أسوار تقسم العالم الحقيقي، مثل سور برلين. يتغير الهدف من السور والشكل الذي يتخذه اعتمادًا على الشخصيات الموجودة حوله، كما يتغير معناه في رواياتي.
وأضاف: الأشخاص الذين لديهم القدرة على ذلك العبورعبر هذه الأسوار هم أدوات رئيسية في كتابتي.
تأثير الأحداث العالمية
تؤثر الأحداث العالمية على كتابة موراكامي. وفي هذا الصدد قال في الحوار: كان هناك الوباء، والحرب الروسية الأوكرانية، وأشعر أن جوهر العولمة قد اهتز. كان من المتوقع أن تعمل العولمة على تحسين العالم وأن تقود وسائل التواصل الاجتماعي إلى شكل جديد من الديمقراطية، ولكن بدلاً من ذلك قادت إلى الفوضى، كأننا فتحنا صندوق باندورا".
لكن عمل موراكامي لا يعكس مواقف سياسية أو اجتماعية حقيقية. وفي هذا أوضح: "الروائيون يكتبون فقط ما يشعرون به. لا يمكنك الكتابة إذا كنت تفكر كثيرًا. أعتقد بأن ما يصنع الرواية هو تخزين المعلومات في رأسك ثم تحويلها إلى كتابة. يمكنك تقسيم الروائيين إلى من يتمتعون بـ"رأس جيد" وأولئك الذين يتمتعون بـ"أنف جيد"، ولكن أفضلهم هم أولئك الذين يمتلكون الملكتين، وهذا ما أطمح إليه.