سياسي يوضح لـ"الدستور" سيناريوهات الفترة المقبلة في اليمن بعد تبادل الأسرى
أكد السياسي اليمني زيد الذاري أن الهدنة في اليمن مقدمة وأمر لازم لما بعده، لأن الحل السياسي للأزمة لن يتحقق ما دامت هناك حرب مستعرة، مشيرا إلى أن الهدنة خلال العام الماضي مهدت نحو توافقات إقليمية أكبر ستنعكس بدورها على تدعيم وتثبيت الهدنة الفترة المقبلة.
وأوضح "الذاري" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن حجم الأزمة الإنسانية التي كانت مستترة خلف اصوات المدافع، أظهرت أن الوضع الإنساني صعب جدا في عموم اليمن وهو انعكاس لانهيار الوضع الاقتصادي والعملة اليمنية.
وشدد السياسي اليمني على أن الأزمة يجب أن تنتهي سريعا وتعود أمور المواطنين للحالة الطبيعية بأقرب وقت ممكن حتى لو بقيت بعض الأمور السياسية عالقة أو غير متفق عليها مشيرا إلى أن أي خروقات للهدنة لن تعيد الوضع نحو حرب واسعة.
وأضاف: “الأمور تتجه بعيدا عن السلاح والقتال وستذهب رويدا رويدا إلى الصالونات السياسية وعقد التحالفات وتغيير التموضعات خصوصا بعد اتفاق بكين الذي يفرض ويحتم تعاون إيراني سعودي لحل الملف بعد أن كان الصراع والمنافسة هو الحاكم كذلك مصير أي تسوية يمنية يجب أن تمر عبر الرياض".
وعن تأثير التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة على مسار حل الأزمة في اليمن قال زيد الذاري إن أزمة اليمن متعددة المستويات منها المحلي ومنها الإقليمي والدولي وكل تطور إيجابي في أي مستوى من مستوياتها ينعكس بشكل حاسم على بقية المستويات.
مستقبل نجاح الهدنة في اليمن
واعتبر زيد الذاري أن حل الأزمة اليمينة لا يعني التوافق السياسي التام، بل يعني تحييد المنافع الحيوية للوطن والمواطن عن مواطن الخلاف السياسي، فلدينا تجارب سابقة في هذا المضمار في أوائل السبعينات وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي فقد اوجدنا حالة استقرار عامة ونقلنا خلافاتنا السياسية إلى أروقة الدولة ومؤسساتها.
وأشار زيد الذاري إلى أن اليمن قد يحتاج لخطوات متتالية مدونة يبني فيها حالة الاستقرار أولا، ثم مقاربة كل الخلافات بالتدريج وترتيب الخطوات اللاحقة ايضا مهم ومحاولات القفز إلى نتائج مسبقة ستكون اشتراطات واختراقات ترتد سلبا على تقدمنا في مسار السلام فالأمر معقد ويجب التعامل معه كما هو وليس القفز عليه أو تجاهل تفاصيله.
وأكد السياسي اليمني أنه بعد التطبيع السعودي الإيراني والزيارة المعلنة للسفير السعودي لصنعاء لم يعد لخطابات التصعيد محل ولا مجال للعودة، فقد أصبحت الأمور في مراحل قابلة للاطمئنان رغم صعوبة الأوضاع والخلافات بين اليمنين فلا يمكن الغاء أو انتقاص أي طرف من الأطراف لذا يجب الوصول لأرضية مشتركة ثم البناء عليها خطوة خطوة.